طباعة
قالت مصادر في أوبك لوكالة “رويترز” إن المنظمة تواجه آفاقا غير واضحة لإمدادات النفط في النصف الثاني من العام، مع تزايد أهمية انقطاعات في الإمدادات من إيران وروسيا، لكن السعودية مترددة في ضخ المزيد من الخام بسبب مخاوف من انهيار الأسعار.
وأجبر نفط ملوث روسيا على وقف التدفقات عبر خط أنابيب دروجبا، وهو وصلة رئيسية للخام إلى شرق أوروبا وألمانيا، في أبريل نيسان. وأدى التوقف إلى تهافت المصافي على إمدادات بديلة. ومن غير الواضح إلى متى سيستمر هذا التوقف.
ومن المرجح أن تشهد صادرات إيران النفطية مزيدا من الانخفاض في مايو أيار، مع قيام الولايات المتحدة بتضييق الخناق على المصدر الرئيسي لدخل الجمهورية الإسلامية. وقد تشهد الشحنات من فنزويلا، وهي أيضا تحت طائلة عقوبات أمريكية، مزيدا من الهبوط في الأسابيع القادمة.
ويمثل شح المعلومات صداعا لأوبك وحلفائها وفي مقدمتهم روسيا، الذين سيجتمعون في يونيو حزيران ليقرروا ما إذا كانوا سيمددون اتفاقية خفض الإنتاج أم لا. وستجتمع لجنة وزارية في 19 مايو أيار في روسيا لمناقشة أوضاع السوق، وتقديم توصيات.
وقال مندوبان من أوبك إن الانقطاع الروسي، بالإضافة إلى هبوط في صادرات إيران وفنزويلا، سيُناقش في اجتماع اللجنة الوزارية في مدينة جدة السعودية، ويبدو أنه أكبر من عطل فني قصير الأجل.
وقال أحد المندوبين عن وقف تدفق الخام الروسي في خط الأنابيب، “من المحتمل أن يكون كبيرا”.
وأضاف أن سعر خام برنت، الذي يقترب من 70 دولارا للبرميل، انخفاضا من أعلى مستوياته في 2019 البالغ 75.60 دولار الذي سجله الشهر الماضي، يشير إلى أن التجار لا يرون أن هناك خطرا تشكله الانقطاعات.
وقالت مصادر أخرى في أوبك إن هناك وجهات نظر متباينة حول مدى أهمية الانقطاع الروسي، وإن النظام المعقد لخطوط الأنابيب الروسية يعني أن المسألة غير واضحة.
وقال مندوب آخر في المنظمة “لا أرى تأثيرا واضحا فيما يتعلق بنقص في الإمدادات”.
* تراجع الإمدادات
يرى محللون لدى سيتي جروب أن خسارة الصادرات الروسية كافية للتأثير على التوازن بين العرض والطلب.
وكتبوا في مذكرة “رغم أنه لا يزال من الصعب تقييم التأثيرات النهائية على التوازنات، إلا أن حدة المشكلة قد تعني خروج ما يصل إلى 400 ألف برميل يوميا من الصادرات الروسية من السوق لفترة أطول مما كان متوقعا”.
وسيؤدي ذلك إلى مزيد من الشح في الإمدادات بالسوق، مع تلميح أوبك، حتى قبل توقف دروجبا، إلى أن الطلب سيتجاوز المعروض بما يزيد عن 800 ألف برميل يوميا في الربع الثالث من العام.
والمزيد من الخفض من روسيا سيعني أن أوبك وحلفاءها سيتجاوزن المستويات المستهدفة للتخفيضات بفارق كبير.
وتتابع السوق صادرات إيران لمعرفة المدى الكامل للانخفاض هذا الشهر. وحتى الآن، لم تقل الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني، ما إذا كانت ستواصل الشراء على الرغم من قرار الولايات المتحدة إنهاء إعفاءات سمحت بصادرات إيرانية محدودة.
وتخفض أوبك وروسيا ومنتجون آخرون إنتاجهم بنحو 1.2 مليون برميل يوميا من الأول من يناير كانون الثاني لستة أشهر، بموجب اتفاقية تهدف إلى وقف تزايد المخزونات ودعم الأسعار.
وتبلغ حصة أوبك في هذه التخفيضات 800 ألف برميل يوميا، لكن الخفض الفعلي يتجاوز ذلك بكثير، بسبب الخسائر في الإمدادات من إيران وفنزويلا المعفيتين من التخفيضات الطوعية بموجب الاتفاقية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه إتصل بأوبك والسعودية وأبلغهم أنه يريد خفض أسعار النفط. لكن الرياض مترددة في زيادة الإمدادات بسرعة خشية انهيار للأسعار.
وقال مصدر خليجي على دراية بخطط السعودية يوم الأربعاء إن المملكة تلقت طلبات شراء متوسطة للخام من عملاء سابقين لإيران، رغم أن الإنتاج سيظل دون المستوى المستهدف لحصتها في اتفاقية يونيو حزيران.
وقال العراق، وهو منتج آخر في أوبك لديه القدرة على زيادة الإنتاج في فترة قصيرة، يوم الأحد إنه لن يتخذ قرارا أحاديا بشأن أي زيادة في الإنتاج.