الإثنين , مايو 13 2024
أخبار عاجلة

المبعوث “ساترفيلد” وتقاطع المصالح الامريكية بالمنطقة!!

حفيف الأجنحة:-

كتب عاطف الشريف

اعلنت السفارة الامريكية بالخرطوم الأربعاء اضطرار المبعوث الخاص للقرن الأفريقي السفير ديفيد ساترفيلد، إلى اختصار اجتماعاته في الخرطوم ومغادرة البلاد ؛ لأسباب شخصية. ويتطلع السفير إلى العودة في أقرب وقت ممكن لمواصلة دعم الانتقال السياسي في السودان! هذا فيما اكدت السفارة سابقا سبب زيارة المبعوث؛ لإجراء مشاورات واسعة تستغرق يومين، تهدف “لإشراك أصحاب المصلحة في دعم رغبة الشعب السوداني في دفع عجلة التحول الديمقراطي في بلادهم في ظل حكومة يقودها مدنيون”!

رغم تصريح السفارة وتقديمها لسبب قطع مبعوثها المفاجئ لزيارته المختصرة مرة بالاسباب الشخصية وتارة بالصحية كما رشح في بعض الوسائط والمواقع الالكترونية؛ الا ان هناك غموض وحالة من الشك بالتأكيد؛ اثيرت بعد قطع الزيارة المفاجئة التي حملت ” البي بي سي” علي تسميتها بالظروف الغامضة! خاصة وانها كانت كما هو معلن من اجل دعم العملية الاممية التي تقودها بعثة الامم المتحدة بالسودان لتسهيل وتيسيير المشاورات بين الاطراف السودانية؛ من أجل معالجة الأزمة السياسية بالبلاد! وذلك تزامنا مع ما رشح من انباء باجتماع قيادات من قوى إعلان الحرية والتغيير مع رموز من المكون العسكري بوساطة سعودية؛ لابتدار حوار لحل الازمة السياسية المستفحلة بالبلاد! وتساءل الجميع حول امكانية ان يكون هذا اللقاء سببا لقطع المبعوث فجأة لزيارته الي الخرطوم! وهل هنالك تنسيق ما بين الدولتين امريكا والسعودية؟ خاصة وان السعودية لايمكن ان تقدم علي امر كهذا؛ قيادة مبادرة جديدة في ظل المهمة الاممية التي عقدت امريكا لدعمها مؤتمرا في عاصمتها الرياض! خاصة وان العادة جرت في التعاطي الامريكي بانابة احد دول محورها في المنطقة لتولي مثل هذه الملفات! ولا ننسي ايضا المناشدات التي ظلت تطلقها لاسرائيل بالمساعدة في هذا الملف! يبدو ان امريكا لاعتبارات عديدة رأت ان المملكة السعودية انسب واجدر بتوليها الملف لاحداث اختراق إيجابي في هذا الجانب!

ويري كثير من المراقبين بغض النظر عن الاسباب الرئيسة لقطع الزيارة المفاجئة للمبعوث الأمريكي ان هناك شكوكا عميقة في الدور الامريكي في المشاركة بالازمة السودانية؛ وهل تشكل زيارة المبعوث الامريكي رافعة لدفع العملية الاممية الي الامام؛ ام مزيدا من تثبيت النفوذ الامريكي في المنطقة؟!
مقارنة بتصريحات مساعدة وزير الخارجية الأميركي “مولي فيي” التي حددت الاستراتيحية الامريكية تجاه السودان؛ باعتباره ساحة لصراع تقاطع مصالحها مع روسيا!

وذلك ماهو معروف تأكيداً عن امريكا في ادارة علاقاتها الخارجية؛ بحسب التاريخ والتجارب وواقع سياساتها العملية في العالم؛ وانها لاتهتم سوي بمصالحها! وهذا ما سوف تسعي له من خلال اتخاذها معالجة الازمة السياسية بالسودان مدخلا لهذه المصالح! فهي لا تساعد الا بمقدار ما تبعد الآخرين عن الساحة ليخلو لها الجو من أجل السيطرة التامة علي مقدرات البلاد؛ وحياكة خارطة مصالحها الحيوية بالمنطقة! ولايهمها حقيقة مايرفعه المواطنون السودانيون من شعارات الثورة؛ من الحرية والسلام والعدالة! الا بقدر ما تسمح لها هذه الشعارات بمزيد من النفوذ واحكام السيطرة علي كامل البلاد؟!

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

أصل البنفسج

عاصم الطيب قرشي ١) جلست جميلةُ على صخرةٍ ملساءَ تحت شجرةٍ مورقةٍ خضراء جاورت شاطيء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا