الأسمدة والتسميد
هنالك ستة عشر عنصراً غذائياً يحتاج إليها النبات وهى الكربون، الهيدروجين، الأوكسجين، الأزوت (النيتروجين)، الفسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، الماغنسيوم، الكبريت، الحديد، الزنك، البورون، النحاس، المنجنيز، المولبدنم و الكلور. يتحصل النبات على الهيدروجين من الماء وبقية العناصر من الأملاح الموجودة في التربة. ومن هنا تأتى أهمية التربة للنبات بالإضافة لمهامها الأخرى. ويحتاج النبات لهذه العناصر بكميات متفاوتة حسب أهميتها في نمو النبات. الأزوت والفسفور والبوتاسيوم يحتاج إليها بكميات أكبر، أما بقية العناصر فيحتاج إليها النبات بكميات قليلة ومتفاوتة. وإذا لم تتوفر هذه العناصر وبالكميات المطلوبة حسب احتياجات النبات فان ذلك يؤدى إلى ضعف النمو وقلة الإنتاجية وظهور بعض الأعراض على النبات عندما يكون النقص حاداً.
أن ظاهرة نقص العناصر الغذائية يمكن علاجها بإتباع عدة طرق والتي من أهمها إضافة تلك العناصر في شكل أسمدة عضويه أو كيمائية وذلك حسب نوعية التربة واحتياج النباتات.
التســميد:
الهدف الأساسي من عملية التسميد هو تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة من أجل توفير الظروف الملائمة لنمو النباتات وبالتالي الحصول على أعلى إنتاجية وأحسن نوعية ممكنة. محاصيل الخضر سريعة النمو وفترة نموها قصيرة ولابد من توفير كل الظروف المناسبة لها بما في ذلك توفير العناصر الغذائية المطلوبة بالصورة التي تمكن النباتات من امتصاصها والاستفادة منها. تعتمد عملية التسميد على عوامل مختلفة لتحديد التركيبة المناسبة للمحصول والتربة المعينة وعلى المزارع أن يعتمد على المعلومات المتوفرة والخبرة ونتائج البحوث لتحديد الجرعات المختلفة من الأسمدة.
الأسمدة العضوية:
الأسمدة العضوية شائعة الاستعمال في السودان هي السماد البلدي (مخلفات الحيوانات والنبات ومخلفات الدواجن). عند إضافة أسمدة عضوية بها نسبة عالية من الكربون وقليل من الأزوت (مثل سماد الدواجن) فإنه من الصعب التنبوء بالسرعة التي ينطلق بها الأزوت من هذه المواد بواسطة الكائنات الدقيقة، وانطلاق الأمونيا بمعدل سريع في وقت محدد يمكن أن يؤدى إلى أضرار شديدة بالنباتات ولذلك يجب أن يراعى في استخدام هذه المواد إضافة كميات قليلة وعلى بعد مناسب من جذور النبات.
تأثير بعض عمليات التسميد على إنتاجية وجودة محاصيل الخضر:
للتسميد تأثير كبير على جودة محاصيل الخضر فمثلاً البوتاسيوم يساعد على زيادة السكريات في ثمار الشمام كما يساعد الفسفور على تحسين النكهة. ويؤدى زيادة الأزوت إلى ارتفاع نسبة النيتريت (Nitrate) في المحاصيل الورقية مثل الملوخية والجرجير. كما تجعل زيادة الأزوت النباتات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. أما البوتاسيوم ربما يعطى النباتات شيْ من المناعة إذا تمت إضافته حسب احتياجات النبات.
احتياجات بعض محاصيل الخضر للعناصر الغذائية المختلفة:
الطماطم:
احتياجات الطماطم من عنصر الأزوت ليست كبيرة بل هي معقولة وذلك حتى مرحلة تكوين الثمار. لقد وجد أن 80 – 100 كيلو جرام نيتروجين تمتصها النباتات لتنتج 25 طناً من الثمار وأن 3.5 – 4.5 كيلو جرام من الأزوت قد تم امتصاصها خلال الشهر الأول من عمر النبات بينما 23 – 28 كيلو جرام يمتصها النبات في الشهر الثاني من عمره. أما إضافة الأزوت بكميـات كبيرة تؤدى إلى زيادة النمـو الخضـري مما ينعكس على الإنتاجيـة والنوعية. الفسفور هام طوال فترة نمو النباتات أما البوتاسيوم فهام بعد مرحلة تكوين الثمار وتقل أهميته تدريجيـاً مع تقدم عمر النبات وفترة الإثمار. وتعتبر
نسبة 1 : 2 بالنسبة للـ N : K هامة للحصول على ثمار جيدة. الطماطم لا تتحمل نقص الماغنسيوم (Mg) كما أن نقص الكالسيوم (Ca) مع عدم انتظام الري يتسبب في التعفن القمى للثمار (Blossom-end rot).
البصــل:
يجب أن تتم عملية إضافة الأزوت للمحصول بكميات معقولة تدريجياً حيث أن الجرعـات الكبيرة من عنصر الأزوت تؤدى إلى تكوين الرقاب الغليظة مما يقلل مدة التخزين أو الحفظ للأبصال. لقد وجد أن البصل يمتص 53% من الأزوت والفسفور والبوتاسيوم في الـ 21 يوم قبل النمو الكامل (Full development). كما لوحظ نقص النحاس (Cu) في بعض أنواع الترب ونقص المانجنيز (Mn) في الأراضي القلوية (Alkaline).
الـبامـية:
البامية من المحاصيل التي تقاوم الملوحة إلى حدٍ ما ولقد لوحظ أن إضافة جرعات كبيرة من الأزوت أثناء فترة النمو الخضري تؤدى إلى تأخير الإثمار. ووجد كثير من الباحثين نتائج أفضل بإضافة اليوريا مقارنة بسماد سلفات الأمونيوم. ونسبة لأن فترة النمو طويلة نسبياً يفضل إضافة السماد على عدة جرعات.
البطاطس:
يتم امتصاص الأزوت خلال 40 – 60 يوم من النمو. زيادة الأزوت تسـاعد على النمو الخضري وتؤدى إلى تأخير تكوين الدرنات بينما يؤدى نقص الأزوت إلى ضعف النمو وقلة الدرنات وصغر حجمها. يساعد الفسفور على تكوين الجـذور وتبكير تكوين الدرنات وزيادة عـدد الدرنات ولكن ليست له دور في زيادة أحجامها. البوتاسـيوم (K) يحسن النوعية ويسـاعد على حفظ الدرنات لمدة أطول والأصناف المبكرة تحتاج إلى كميات اكبر من البوتاسـيوم.
الشـمام:
الشمام حساس جداً لأي نقص في العناصر الغذائية وأن النقص في العناصر الأساسية يقلل من النمو والإزهار. نقص الأزوت والماغنيسيوم يؤدى إلى قلة الإثمار وأن زيادة الأزوت مع نقص الفسفور يتسبب في أضرار بالغة للنباتات وتكوين الثمار.
الباذنجان:
الأسمدة الأزوتية يجب عدم إضافتها في وقت مبكر لتفادى النمو الخضري الكبير. الفسفور والكبريت يساعدان على التبكير في النضج، الفسفور يساعد على الإزهار بينما البوتاسيوم يساعد على تكوين البذور. نباتات الباذنجان حساسة للماغنيسيوم (Mg).