الإثنين , أبريل 29 2024
أخبار عاجلة

أقلام وحقائق رهان الساسة :–

من المعلوم أن السياسة هي فن إدارة المجتمعات،وكذالك هي علم يقوم على فلسفات معرفية مترابطة بعلوم كثيرة،كعلم الإقتصاد وعلم الإجتماع الذي يظل النيل الذي يتغذى منه بقية العلوم.
وعلى ذلك يمكننا القول أن السياسة هي فن جمع العلوم النظرية وتطبيقها،فعلم الإدارة والإقتصاد معمول لها ،وعلم الدراسات الإستراتيجة عونا”لها،وعلم التاريخ بأبوابه الواسعة ومنافذه الكثيرة صديقا”لها،ليستبصر به دروب المستقبل ويتفادى به عثرات الماضي التي أخذت ما أخذت من البلدان.
وعند كل الأحوال تظل السياسة في بلادنا بين خناق الساسة وبين إعوجاج مفاهيمهم.
فالسودان نموزجا”لدولة ،بمعاييره الجغرافية وموارده وتنوعه،الإ أن عقلية الساسة وضعف مفاهيمها جعلته من أهون الدول في هذا العالم.
والتاريخ الذي نطالعه ،يحدثنا يوما بأن أمة الأمجاد التى عرفها التاريح البشري ،لم تزل تكادح لأجل لقمة عيشها،وما زال شعبها يقف يوما”على الرصيف،بإنتظار وسيلة من وسائل النقل التقليدية التى عفى عنها الدهر،ومازالت الخدمات التعليمية والصحية تكاد أن تكون منعدمة.
وبات من المستحيل أن تجد فرصة للعمل تلبي بها إحتياجاتك الأساسية للحياة بمنصرفاتها،في بلد له ما له من الموارد،ولكن اي أذن صاغية.
وما زال الوطن يعاني من الصراعات الهمجية ،في جميع أطرافه وامكنته.
فإعوجاج مفاهيم الساسة التاريخية ،التي بدأت بوادرها في جمعية السودنة،والتي أدت بدورها الي الإنقسام وتكوين جمعية اللواء الأبيض،ما زالت تسيطر على عقول اهل العرف السياسي في السودان.
ولذا ستبقى مساحة الأمل ضئيلة لبناء دولة ، تقوم على المواطنة هي الأساس للحقوق والواجبات.
وكيف يستقيم الأمر ،ومن بيده السلطة،في جميع مستوياتها يريد إستغلالها لمصالحه الذاتية.
لسنا بصدد حكم على تجربة أو اخرى،أو بصدد محاكمة حزب دون الأخر.
لكن علينا ان ننظر لأنفسنا،وأحزابنا،وممارساتنا اليومية،في سلوكنا وبرامجنا،على الصعيد الشخصى والجماعي،وعلى الصعيد السياسي.
سنجد أنفسنا أننا لم نكن بقدر نقطة واحدة من نقاط مفهوم الديمقراطية، بأحزابنا وقياداتنا بل وأجدادنا الذين لم نتعلم منهم ،بأن الحياة تشاركية في جميع مستوياتها ومجالاتها ،ولا بد من المساهمة فيها. ولم نتعلم منهم إدارة إختلافاتنا،ومن يختلف منا بأن الفاصل بيننا وبينه هو صوت العقل.
فلذلك كانت أدوات التغيير التي تم إختيارها هي لا تنصت ولا تعرف عين العقل، فكان السلاح خيارا”،لمعظم قياداتنا التى ارادت أن تنزع مظاهر الهنجهية الصماء ،التى أطالت بنا وأذاقت بنا الويل
اخير وليس أخرا”لنا الحديث …….
والصبح وليد….
بقلم هاشم عثمان محمد خليل

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا