الخرطوم: محمد البشاري
رسم الصحفيون بمسرح المشاهد أمس، تجربة ديمقراطية شفافة في اختيار لجنة تمهيدية لنقابة الصحفيين، التجربة الديمقراطية التي كان قوامها أكثر من 200 صحفي وصحفية مثلت نقطة بداية في استعادة النقابة الحقيقية المغتصبة قبل 30 عاماً. وعلى الرغم من نجاح التجربة إلا أن هناك مطبات كثيرة تنتظر اللجنة التمهيدية التي يعقد الوسط الصحفي آماله عليها.
نقطة فاصلة
أكثر من (4) ساعات هي عمر جلسة أمس التي تمت دعوة الإعلاميين لها وجمع توقيعات الصحفيين والصحفيات لانتخاب لجنة تمهيدية لنقابة الصحفيين، غير أن بعضهم تراجع عن توقيعه والبعض الآخر تغيب عن الحضور.
بالمقابل مثلت أعداد الحاضرين من الصحفيين والصحفيات للاجتماع والإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم والتصويت الحر المباشر في الهواء الطلق دون حجر من أحد، مثلت نقطة فاصلة في تحقيق الديمقراطية والشفافية والتراضي على الأشخاص المكلفين بتسيير أمر اللجنة التمهيدية.
الاجتماع الذي بدأ عند الواحدة ظهرا، واستمر حتى بعد الرابعة مساءً بدأ بفتح الفرص للاستماع للآراء بشأن تكوين اللجنة التمهيدية وأي بند آخر، أولى المداخلات مضت في اتجاه المطالبة بحل سكرتارية شبكة الصحفيين، تلتها مداخلة أخرى مضادة تطالب بتكوين اللجنة التمهيدية للنقابة مع الإبقاء على سكرتارية الشبكة من أجل وحدة الصف الصحفي، بينما مضت المداخلات الأخرى في اتجاه تحديد عدد المنتخبين للجنة التمهيدية وصلاحياتها بجانب التأكيد على أن الغرض الأساسي من الدعوة هو تكوين اللجنة التمهيدية ومقترحين أخرين بتحديد عدد (15) و(20) لعضوية اللجنة التمهيدية.
تصويت مباشر
بالمقابل، خضعت تلك المقترحات إلى تصويت مباشر من الحاضرين، وخلصت إلى التصويت بأغلبية لصالح حل سكرتارية شبكة الصحفيين وإسناد أمر استمرار ممثلي الشبكة الحاليين في تجمع المهنيين أو اختيار بدلاء عنهم إلى اللجنة التمهيدية، فيما أجمعت عضوية الاجتماع على استمرار ممثلي شبكة الصحفيين السودانيين بتجمع المهنيين في مهامهم دون تغيير حتى لا يحدث أي تأثير على أداء التجمع.
ووجد مقترح تكوين اللجنة التمهيدية من (15) شخصاً قبولا واسعا من الصحفيين، بعدها بدأت عمليات الترشيح لانتخاب اللجنة التمهيدية حيث تم منح الفرصة لأي شخص طلب ترشيحا آخر حتى وصل عدد المرشحين من الصحفيين والصحفيات إلى (34) شخصاً، وتم بعدها فتح باب الانسحاب حيث انسحب عدد منهم بفعل الظروف المختلفة التي كشفوا عنها صراحة.
أعقب تلك الخطوة فتح باب التصويت للمتبقين ليتم اختيار الأعلى أصوات منهم لشغل المقاعد الـ(15) للجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين، وقُدِّم مقترحٌ بأن يكون التصويت سريا أو مباشرا، فتم الإجماع على ضرورة أن يكون التصويت بصورة مباشرة ليكسب العملية مصداقية وشفافية أكبر. بالمقابل خلصت عملية التصويت لاختيار (16) شخصا للجنة التمهيدية بدلاً عن (15) بعد تساوي أصوات شخصين في المرتبة الـ(15) فقرر أعضاء الاجتماع تعديل عدد اللجنة إلى (16) شخصاً.
اللجنة التمهيدية
ووفقا لنتائج التصويت جاءت اللجنة التمهيدية مكونة من الزملاء: علي الدالي، درة قمبو، بهرام عبد المنعم، وليد النور، ماهر أبو الجوخ، ياسر جبارة، الجميل الفاضل، مها التلب، ماجد محمد علي، عبد المنعم أبو ادريس، حنان بلة، يوسف حمد، محمد أمين يس، أحمد خليل، رابعة أبو حنة، أبو بكر عابدين.
فيما كان الاحتياطي الزين عثمان، حسام بدوي، أحمد عمر خوجلي، حمد سلمان.
دعوات للمقاطعة
خطوة تشكيل اللجنة التمهيدية وما جرى من توافق داخل الاجتماع وجدت ترحيباً داخل الوسط الصحفي على الرغم من البيانات التي استبقت بها شبكة الصحفيين الاجتماع وتبرأت فيها من أي علاقة لها بالاجتماع، بل ودعت من خلالها الصحفيين والصحفيات لمقاطعتها، تلك الدعوات لم تُثنِ عددا كبيرا من الصحفيين والصحفيات عن تلبية الدعوة وممارسة حقهم في تمرين ديمقراطي يمثل الأول بين كل نقابات المهن الأخرى بعد (30) عاماً لم تمارس خلالها أي نقابة مهنية عملية ديمقراطية حقيقية لاختيار ممثليها.
أعضاء اللجنة التمهيدية وفي خاتمة الاجتماع، أكدوا على ضرورة التأكيد في المضي لتوحيد الصف الصحفي وتلافي أي محاولة لشقه، ودعوا الصحفيين والصحفيات لمراقبة اللجنة وتقويم عملها حال أخطأت بجانب مساندتها في عملها.