يرى البروفسير أحمد الصافي أن المئة يوم الأولى لحكومة الثورة الإنتقالية تحتاج فيها إلى ثلاث أجندات كبرى هي العدالة الإنتقالية ومحاربة الفساد وبسط السلام كما دعا إلى مشروعين يدعمان إستمرارية النضال في الشعب السوداني وهما تربية المواطن الديمقراطي و قياس الرأي لمعدل رضى وقبول المواطنين لأداء الحكومة.
وقال الصافي في المنبر الصحفي الذي عقد بطيبة برس ظهر أمس، العدالة الإنتقالية تتمثل في محاسبة رموز النظام البائد وكل من أرتكب جرماً في حق الشعب السوداني منذ 30 يونيو 1989 وإلغاء القوانين المقيدة للحريات سيما قانون النظام العام والتحقيق في جرائم الحرب والإبادات الجماعية وجبر الضرر.
وأضاف الصافي أن التحقيق العادل يجب أن يشمل أيضاً مجزرة التاسع والعشرين من رمضان وكل الإغتيالات والإعتداءات الجنسية التي صاحبت فض الإعتصام كما ينبغي التعاون مع الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب ورفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإعادة كل المفصولين تعسفياً عبر الصالح العام إلى الخدمة وتسوية حقوقهم.
وتابع، الفترة الأولى ستحتاج إلى بناء علاقات السودان الخارجية والعمل على رفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والإبتعاد عن سياسة المحاور على المستوى الإقليمي والدولي كما تتطلب أيضاً خلق شراكة ذكية بين الحكومة والعلماء أفراداً وجماعات للنهوض بالبلاد.
وأردف، على الحكومة أن تضمن حرية وإستقلالية وقومية مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وأن تضع القوانين التي تكفل ذلك مع مراجعة الدولة للمناهج في كافة المرافق التعليمية والتربوية وأن تزيل كل المفاهيم الخاطئة التي علقت في نفوس النشء وأشاعت فيهم خطاب الكراهية عبر غرس روح التسامح الديني وإحترام كل الأديان والمعتقدات والأفكار.
وتري الأستاذة نازك الطاهر أن الوعي الذي تشكل لدي الشباب سيسهم بالضرورة في بناء مستقبل واعد يقوده الشباب، لبناء سودان جديد، ليلحق بركب التطور الذي فاته طيلة السنين الفائتة، ويصل مصاف الدول الكبري.
في ذات السياق تحدث المهندس أبوبكر حامد أن هنالك قضيتين في غاية الأهمية ولا تقبلان النقاش في إنتظار حكومة الثورة في المئة يوم الأولى يتمثلان في وحدة السودان أرضاً وشعباً إضافة إلى تعزيز هذه الوحدة عبر ترسيخ مفهوم المواطنة والحقوق بعيداً عن العرق والدين والفكر.
فيما يري الأستاذ فيصل محمد صالح، ضرورة إستلهام تجارب بلدان أخرى من حولنا على الصعيدين الإقلمي والدولي وذلك من أجل تحقيق العدالة الإنتقالية وكذلك خلق آليات جدية لمكافحة الفساد سيما أن هنالك فاسدين لم يتمكن القضاء من محاسبتهم وأفلتوا من العقوبات أو إسترداد الأموال المنهوبة.
وأردف صالح، أن المئة يوم الأولى يجب أن يكون حماسها يضاهي حماس الثورة المجيدة وصناعة التغيير في المناهج والمجتمع والأسر من أجل تربية ديمقراطية حقيقية وكذلك على مستوى الإعلام الذي لا بد أن تتخلص فيه الهئية القومية للإذاعة والتلفزيون من هيمنة الدولة وعدم السماح للصحافة بأن تدخل في ذات الإشكال الذي تعاني منه الهئية القومية.