توجد مجتمعاتنا المعاصرة العديد من الصفات الاخلاقية غير الحميدة والتي توارثتها الاجيال أباً عن جد وتشكل حاجزاً في التعامل وتقبل الأخر، وهذا ما يفتح المجال للشر أن ينتشر ويسري في المجتمعات كما تسري النار في الهشيم – والكراهية هي مشاعر حادة ومتطرفة فغياب التسامح والمودة هوما يصنع الفجوة ف التواصل بين الناس، فالتعصب للدين والفكر واللون والقبيلة …الخ هو ما يؤخر ركب الحضارة للمجتمع الذي تنتشر فية مثل هذة الأنواع من العصبية التي لا تضيف لحاملها سوى الغبن والكره .
يأتي دور الإعلام بكل مكوناتة وكوادرة ووسائلة وكذالك المجتمع بقياداتة ومؤسساتة المختلفة الدينية، الفنية، السياسية، موسسات المجتمع المدني، المؤسسات التعليمية، عليها أن تتضافر جهودها جميعاً لنبذ ومناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي.
تشهد مجتمعاتنا هذة الأيام تصاعد موجة خطاب الكراهية وهنا لابد من القيام بالادوار الفعّالة لمجابهة الخطر الداهم علي المجتمعات وتعزيز التماسك الإجتماعي وتحقيق العيش والمواطنة المشتركة وتأسيس أرضية صلبة للتقدم الفكري والأخلاقي والنهوض بالأمم ورقيّها وتقدمها إلي آفاق الحضارة المنشودة والوصول إلي المبتغى والرضا المجتمعي.
ما يقلق ويؤرق حقاً للأسف الشديد هو إنتشار لغة الكراهية عبر شتي الوسائل لا سيما علي وسائل التواصل الإجتماعي التي أوشكت علي أن تنتفي منها صفة الإجتماعية فباتت هذة الوسائل تُكرّس في التعامل لهكذا أنماط، وشكّلت معضلة حقيقية ساعد في ذلك الأجهزة الرقمية التي تُعطي مستخدميها القدرة علي المشاركة علي نطاق واسع حول العالم.
ويمكن للخطاب ان يتحول في بعض الأحيان إلي أداة تحريض للعنف والكراهية.. وحتي هذا الخطاب لصلاح المجتمعات ورقيها وداء مخاطره لابد من توعية المجتمع وتثقيفة وقيام قيادتة بهذا الدور. فعلي الجهات الإعلامية أن تبذل قصاري جهدها في نبذ أفكار تعزز من تهميش الأخرين، أو السعي عبر لغة العزل والإقصاء لتقسيم المجتمعات إلى طوائف و مذاهب و مجتمعات و فئات، كذلك رجال الدين يتوجب عليهم تشجيع الحوار والتسامح كي لا يستخدم الدين أداة لاستهداف الاقليات والمستضعفين، والذين يمارسون شعائرهم الدينية بطريقة ما.
ايضاً صُنّاع السياسات لابد لهم أن يضعوا حداً فائق الوضوح للفصل بين حرية الرأي والخطاب المتخطي لهذا الحد (خطاب الكراهية).
نحن نعيش اليوم في عالم رقمي ذو سموات مفتوحة وهو ما جلب لنا خطاب الكراهية والتحريض بإساءة استخدام اللغة لتصبح معولاً لهدم المجتمعات المتماسكة المتآلفة وتنزع منها المودة والمحبة والتسامح فلا بد من ايقاد الشموع على ظلمات المجتمعات لإعادة صياغتها بصورة مثلى وبث روح التسامح والتصالح والمحبة لبناءٍ مجتمع مُعافى.
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …