وصل سعرها لـ(500) جنيه
مدير غرفة متابعة الغاز بالخرطوم عمران بشير : تم توفير (180) طن غاز مخابز
الخرطوم : نشوة أحمد الطيب
ظلت مشكلة الأزمات في السودان قضية دائمة طُرحت في العديد من المنابر إلا أنها لم تجد الحلول المتكاملة وظلت تعصف بالمواطن بلا شفقة أو رحمة مُخلفةً ورائها تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد ، أزمات متتابعة تتسارع خطاها فما كان من أزمة غاز الطعام إلا أن تلحق بركب خليلاتها من الأزمات المستفحلة في البلاد.
و كشفت جولة استطلاعية (للسوداني الدولية) شملت مستودعات تعبئة غاز الطعام بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم وبعض من مجمعات توزيع الغاز بمختلف مناطق جنوب العاصمة حول أوضاع أزمة غاز الطعام وأسفرت عن وجود شح وندرة في غاز الطعام و إغلاق مجمعات توزيع الغاز لعدم استطاعة وكلائها توفير الحصة اليومية من الغاز واصطفاف المواطنين أمام مستودعات التعبئة بأعداد كبيرة وكشفت الجولة عن نشاط بيع الغاز في السوق الأسود وبلغ سعر الأنبوبة (500) جنيهاً.
إغلاق مجمعات التوزيع
مازالت أزمة غاز الطعام مستمرة منذ بداية شهر فبراير الجاري بأنحاء العاصمة وتفاقمها في الولايات وشهدت محال ومراكز توزيع الغاز ازدحاما كبيراً للمواطنين في وقت قد أغلقت فيه مجمعات توزيع الغاز جنوب العاصمة أبوابها منذ أكثر من عشر أيام لعدم مقدرة وكلاء التوزيع على توفير الحصة اليومية من غاز الطعام وكشفت جولة قامت بها (السوداني الدولية) عن إغلاق مجمعات توزيع الغاز بكل من مناطق( الجريف ، الأزهري ، مايو ،شارع الستين ، الشرقي ، جبرة ، الكلاكلة ،الإمتداد ، الصحافة ، سوبا الحلة ، المجاهدين ، أركويت )
شكاوى وتساؤلات
شكا مواطنون من انعدام الغاز بالعديد من الشركات وازدياد صفوفه أما مستودعات تعبئة الغاز التي فتحت نوافذ البيع المباشر بعد أن أغلقت محال وكلاء التوزيع نتيجة لتفاقم الأزمة وقالت المواطنة “فاطمة النور” من أمام مستودع تعبئة الغاز بمنطقة جنوب الخرطوم أنها ظلت تأتي بصورة يومية لتأخذ محلها من الصفوف الطويلة آملة في الحصول على الغاز ووصفة أوضاع البلاد بالمتردية قائلةً : أن الوضع لم يعد يطاق والمواطن غير قادر على تحمل تبعات أزمة أخرى فصفوف الرغيف قد أخذت جل وقتهم وناشدت الحكومة باستعجال قرارات وسياسات المعالجة وتساءلت فاطمة إلى متى يستمر هذا الحال
توجس وهلع
أكد رئيس غرفة وكلاء موزعي الغاز بولاية الخرطوم عثمان مختار في حديث (للسوداني الدولية) أن أزمة غاز الطعام قد بدأت مع مشكلة الخط الناقل للبترول و أنها تفاقمت في بداية شهر فبراير الجاري بنقص كميات التوزيع بالعاصمة والولايات وقال عثمان : أن المواطنين يقابلون الأزمات بالهلع مما يساهم في تفاقمها بصورة كبيرة مضيفاً أنه نتيجة لذلك يتوافد الناس أمام مستودعات التعبئة ومحال التوزيع بمختلف أنحاء العاصمة للحصول على الغاز بغرض التخزين بجانب انتشار ثقافة الغاز بالقرى المختلفة وزيادة الطلب و الاستهلاك نتيجة لارتفاع أسعار البدائل مثل الحطب والفحم الذي بلغ جواله (1200) جنيه ، وأضاف المتحدث أنه قد بلغ سعر تعبئة أنبوبة غاز بالولايات (400) جنيه و(260) داخل العاصمة والأسعار متفاوتة وغير ثابتة في وقت لم يعد فيه مصفاة الجيلي قادراً على تغطية حوجة الخرطوم من الغاز .
زيادة استهلاك الأقاليم
ذكر عثمان أن زيادة نسبة استهلاك الأقاليم أثر على حصة ولاية الخرطوم من غاز الطعام و أنه قد بلغ عدد محلات توزيع الغاز بالخرطوم أكثر من (4000) محل بجانب إرتفاع نسبة المخابز العاملة بالغاز إلى 99% التي تعطى الأولوية في وقت الشح والأزمات بنسبة دعم حكومي أكثر من دعم غاز الطعام ،و أكد المتحدث أن الأزمة وزيادة الأسعار لا علاقة لها بشهر رمضان المعظم كما يتداولها الناس في مختلف الأماكن والمنابر فزيادة الأسعار جاءت نتاجاً لزيادة منصرفات العمال وإيجار المحال التجارية بجانب الترحيل وهو أحد إفرازات الضائقة الاقتصادية التي ضربت معائش الناس .
استثناءات
و تأسف رئيس غرفة وكلاء موزعي الغاز بولاية الخرطوم عثمان مختار على ما يمر به وكلاء توزيع الغاز من ظلم الآن نتيجة لسياسة استثناءات بعض الشركات المتبعة في تعبئة الغاز بالمستودعات و قال أنها ظلم كبير للوكلاء والعاملين في مجال الغاز واصفاً الوكلاء (بمركز الحركة) لعملية الشراء والبيع فهم منتشرين بمختلف أنحاء العاصمة يغطون احتياجات المواطنين من الغاز و أن الشركات “أقفاص مغلقة” لديها مصالحها الخاصة وتعددها بالسودان قد أضر بالمواطن الأمر الذي نتج عنه عدم الرقابة المستمرة لأعمال الشركات وخطوط توزيعها وتخصص كل واحدة منها في توفير صنف واحد فقط من أنواع أنابيب الغاز .
انتعاش السوق الأسود
تابعت (السوداني الدولية) جولتها جنوب العاصمة كاشفةً عن تبعات أزمة غاز الطعام التي أسفرت عن إنتعاس السوق الأسود لبيع الغاز وكشف أحد وكلاء توزيع غاز الطعام بولاية الخرطوم – فضل حجب اسمه ، أنه قد بلغ سعر تعبئة أنبوبة غاز النيل بالسوق الأسود (500) جنيهاً وتتفاوت أسعارها مابين (250-280) بمراكز توزيع الغاز العادية و أضاف المتحدث أن سعر بيع فارغ أنبوبة غاز النيل بين (5500-6000) جنيهاً و (4000-4500) جنيهاً لبقية الأنواع ،وأشار أن سعر البيع المباشر للغاز قد بلغ (170)جنيهاً أمام المستودعات في وقت تفاوتت فيه أسعارها بمجمعات التوزيع الخارجية .
غرفة المتابعة
أفاد مدير غرفة متابعة الغاز بولاية الخرطوم عمران بشير أنه تم توفير عدد 180 طن من غاز المخابز و70 طن أنابيب الطهي من مصفاة الخرطوم ومن مستودع الشجرة و تجمهر وكلاء و موزعو الغاز أمام مركز التحكم بمنطقة الشجرة لمعرفة ما يدور خلف أسواره ومطالبة الحراس بمدهم بمواقيت تعبئة الشركات للغاز الأمر الذي دعا حراس أمن المركز للتدخل وفض التجمهر و توجيههم بالانصراف من أمام بوابة المركز والوقوف في أماكن الصفوف المخصصة لهم .
السوداني الدولية الصادرة اليوم ١٩ فبراير