طالما أرقتني المعضلة الأخلاقية المتعلقة بالتَبِعات التي يُخلّفها السفر جوا على البيئة، سواء باعتباري صحفية متخصصة في مجال السفر، أو بوصفي إنسانة تهتم بشدة بمستقبل كوكبنا.
لهذا السبب، قلصت عدد الرحلات التي أقوم بها، وأوليت اهتماما أكبر في عملي بتناول القصص التي تتعلق بقضايا الحفاظ على البيئة كلما أمكن ذلك. لكن المشكلة تمثلت في أنه كان من العسير التعرف على النتائج الإيجابية التي تمخضت عن اختيارات مثل هذه.
فالغموض الذي يكتنف نتائج من هذا القبيل، يتباين تماما مع ما هو واضح بالنسبة لنا، من أن بقاء البشر في منازلهم يصب في صالح كوكب الأرض، ما قد يدفع للقول إنه برغم عدم وجود أي فوائد للوباء الحالي، فإن ما ترتب عليه من حظر للتنقلات غير الضرورية وفرض إجراءات إغلاق كامل في بعض دول العالم، جعل بوسعنا رصد التغيرات الإيجابية، التي تطرأ على كوكبنا بفعل غياب سكانه عنه بوجه عام للمرة الأولى على الإطلاق، كما هو الحال الآن.
ومن خلال صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية، رُصِدَ تراجع شهدته الصين خلال شهريْ يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، التي تنتج في الغالب عن استخدام الوقود الأحفوري. ونجم ذلك عن التباطؤ الاقتصادي الذي شهده هذا البلد، خلال فترة الحجر الصحي.
وتفيد نتائج استخلصها باحثون من مركز “أبحاث الطاقة والهواء النقي”، المتخصص في دراسة التَبِعات الصحية لتلوث الهواء، بأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الناجم بدوره عن استخدام الوقود الأحفوري، تراجعت هي الأخرى، بنسبة 25 في المئة بسبب الإجراءات المُتخذة لاحتواء التفشي الوبائي لفيروس كورونا المستجد.
المصدر بي بي سي