كتب د. محمد صالح آدم عبدالله
مفهوم الممارسات الزراعية الجيّدة:
ظهر مفهوم الممارسات الزراعية الجيّدة في السنوات الأخيرة كنتيجة للعولمة والتغيّر السريع في الاقتصاد الغذائي والضغوط المتزايدة من قبل المستهلكين. وإلتزامات مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة تجاه إنتاج غذاء آمن وصحي مع المحافظة على البيئة وإستدامة الموارد الطبيعية.
ويعبر مفهوم الممارسات الزراعية الجيّدة عن المعايير الخاصة بوسائل الانتاج الزراعي وتداوله وآلية تنفيذها ومتابعتها على مستوى المزرعة.
أهمية الممارسات الزراعية الجيّدة:
لتطبيق بنود الممارسات الزراعية الجيدة أهمية كبيرة منها:
– تساعد على بناء قدرات وتحسين كفاءة المزارعين على الممارسات الزراعية القابلة للتطبيق والتكيف محلياً بدءاً بالممارسات الزراعية الجيّدة في مجالات التربة والمياه، وإختيار المحاصيل والوقاية النباتية، والتجهيز في المزرعة، وإدارة المخلفات والنفايات، والرفق بالحيوان وسلامة الإنسان، سواء للمزارع الصغيرة التي تنتج لأغراض الأسواق المحلية أو المزارع الكبيرة لأغراض التصدير.
– تعتبر الممارسات الزراعية الجيّدة الطريقة المناسبة لتحويل التصورات الخاصة بالزراعة المستدامة إلى توصيات ملموسة قابلة للتطبيق والتقييم بالإضافة إلى تلبية رغبات المستهلكين في معرفة ما يشترونه.
– تساعد المنتجين والمصدرين في الدول النامية على مواكبة العولمة، حيث إن الدول النامية تواجه أكثر فأكثر أسواقاً دولية ومحلية متغيرة فضلاً عن مواجهتها للمقاييس والمعايير المتغيرة بما في ذلك الممارسات الزراعية الجيّدة، حيث إن تلك المعايير تخلق التحديات وبصورة متزايدة أمام الدول النامية للوصول إلى أسواق الدول الغنية.
– تساعد على تعزيز الزراعة المستدامة وتسهم في تحسين البيئة والتنمية الاجتماعية على الصعيدين المحلي والدولي.
– كذلك، فإن التحسينات في الممارسات الزراعية على سبيل المثال في الإنتاج المتكامل وإدارة الآفات بإمكانها أن تؤدي إلى تحقيق تحسينات جوهرية ليس فقط من حيث العائد والكفاءة الإنتاجية وإنما في تحسين صحة العاملين وسلامتهم.
– يمكن أن يساعد تطبيق الممارسات الزراعية الجيّدة والرقابة عليها في الحد من انتهاك القواعد والمعايير والمبادئ التوجيهية المحلية والدولية وخصوصا قواعد هيئة الدستور الغذائي والاتفاقية الدولية والاقليمية لوقاية النباتات، فيما يتعلق بمبيدات الآفات المسموح بها والمستويات القصوى للملوثات بما في ذلك مبيدات الآفات( في المنتجات الزراعية الغذائية وغير الغذائية)، وكذلك مخاطر التلوث الكيميائي، والميكروبيولوجي، والفيزيائي الأخرى.
– يساعد تطبيق الممارسات الزراعية الجيّدة في سهولة تتبع المنتج ومعرفة مصادر الخلل ضمن السلسلة الغذائية.
– يساعد تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة وتقديم مواصفات معترف بها دولياً في تجنب المتطلبات غير المبررة لبعض العملاء في الدول المستوردة.
تعريف الممارسات الزراعية الجيدة:
بصورة عامة تعني المعارف المتاحة (لوائح وتكنولوجيا وأساليب حديثة)، لمعالجة الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية لعمليات الانتاج في المزرعة وعمليات ما بعد الانتاج بغرض الحصول على منتجات غذائية آمنة وصحية.
تطور الممارسات الزراعية الجيّدة (EUREPGAP):
بدأت فكرة الممارسات الزراعية الجيدة في العام 1997م كمبادرة من إتحاد تجار التجزئة الأوربي، الهدف منها وضع المعايير والطريقة التي تطبق بها مما يؤدي إلى تطويرها في دول غرب أوربا، بعدها شاركت مؤسسات من كل دول العالم في تطوير هذه المبادرة إلا أنها ظلت تحتفظ بإسمها. ومن ثم ظهرت الممارسات اليابانية والسويسرية والكينية والصينية وهي متوائمة بشكل شبه كامل مع الأوربية. بعدها في سبتمبر 2007 في مؤتمر في بانكوك تم تغيير الإسم إلى GLOBAL GAP. وللمنظمة مقراً في ألمانيا.
تعريف الممارسات الزراعية الجيّدة الأوربية:
هي عبارة عن معايير الإنتاج الزراعي التي تهتم بالممارسات الجيّدة والمتطلبات اللازمة للأنشطة الزراعية المختلفة داخل المزرعة.
التطور التاريخي للمارسات الزراعية الجيدة:
1997-2001: بداية الفكرة ثم تم وضع أول معايير للممارسات الزراعية الجيّدة في مجال الخضروات والفاكهة الطازجة وتم تطبيقها في العام 2001م.
• 2000-2003: وضع معايير للممارسات الزراعية الجيّدة في مجال الماشية والأغنام والدواجن، وإنتاج الألبان وتم تطبيق هذه المعايير في العام 2003م.
• 2001-2003: وضع معايير للممارسات الزراعية الجيّدة في مجال إنتاج الزهور والنباتات الطبية والعطرية وتم تطبيق هذه المعايير في العام 2003م.
• 2001-2003: وضع معايير للممارسات الزراعية الجيّدة في مجال إنتاج محاصيل الحقل وتم تطبيق هذه المعايير في العام 2003م.
• 2004: تحديث معايير الممارسات الزراعية الجيّدة الخاصة بمجال الخضروات والفاكهة الطازجة وغيرها من المجالات.
• 2007: تحديث القواعد ونقاط التحكم الخاصة بالممارسات الزراعية الجيّدة في جميع المجالات على أن تطبق على المشروعات حديثة التسجيل بداية من يوليو 2007م ثم تدخل حيز التطبيق على جميع المشروعات من أول يناير 2008م.
• واليوم أصبحت الـ GLOBAL G.A.P برنامج لإعتماد المَزارع الرائدة على مستوى العالم والذي يُترجم متطلبات المستهلك في صورة ممارسات زراعية جيّدة تُطبَّق في مجموعة متزايدة من البلدان تشمل حالياً أكثر من 100 بلد.
• تم إنتاج أكثر من (100,000) مواصفة معيارية مدققة ومراجعة بشكل دقيق وعلمي وهذه المواصفات المعيارية دمجت وتكاملت في إصدار جديد لعام 2007م. وهي وثيقة الصلة بالأمور التي قد تقلق المستهلك وكذلك الأمور التي لها علاقة بتقنيات الإنتاج.
نطاق تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة:
يشمل نظام الـ GLOBALGAP النطاق العام الذي يغطي المواضيع العامة المتعلقة بطبيعة الإنتاج على مستوى المزرعة بالكامل، ومستوى المحاصيل الزراعية، ومستوى الإنتاج الحيواني، ومستوى المزارع السمكية. ويشمل أيضا النطاق الفرعي الذي يغطي المواضيع الخاصة بتفاصيل الإنتاج حسب نوع المنتج )خضار وفاكهة – محاصيل حقلية – بن أخضر – الشاي – الزهور ونباتاتات الزينة – الماشية والأغنام – الألبان – الدواجن – الأسماك مثل السالمون ( وأي نطاق فرعي آخر تتم إضافته خلال فترة سريان هذه الوثيقة.
مجالات تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة:
1/ إنتاج الخضار والفاكهة والمحاصيل الحقلية.
2/ الثروة الحيوانية (بما فيها منتجات الألبان).
3/ الثروة السمكية.
4/ إنتاج نباتات الزينة وأزهار القطف.
5/ النباتات الطبية والعطرية.
6/ إنتاج القهوة (الخضراء)، والشاي.
ومن المهم جداً أن يتم تطبيق الشروط القانونية على متطلبات مواصفة الـ GLOBALGAP، حيث يتوجب على المنتج الالتزام بالقوانين المحلية في بلد المنشأ في حالة تشددها قياسا إلى متطلبات مواصفة GLOBALGAP، ويتم تقييم مستوى التوافق مع القوانين على أساس أنها إلزامية ويجب تحقيقها بنسبة 100 %. في حالة عدم وجود قانون أو تشريع محلي – أو في حالة تشدد مواصفة GLOBALGAP عن القوانين المحلية – فإنه يتم التوافق مع مواصفة GLOBALGAP كحد أدنى للتوافق المقبول.
نقاط التحكم الخاصة بتطبيق معايير الممارسات الزراعية الجيّدة قسمت إلى:
أ- نقاط أساسية (ملزمة) Major: يجب ان يطبقها المزارع بنسبة 100% حيث أنها ملزمة مثل وجود مخطط لوحدة الانتاج/ المزرعة. ويجب تقديم أدلة على التوافق لكل نقاط التحكم الأساسية التي تتطلب توافق بنسبة 100%. ولا يمكن منح شهادة المطابقة في حال عدم تطبيق أي بند من هذه البنود التي تمثل نسبة %22 من مجموع البنود والبالغ عددها 214 بنداً. (49، وتميز باللون الأحمر )
ب- نقاط ثانوية Minor: يجب أن يطبقها المزارع بنسبة 95% منها مثال لها تقييم المخاطر الصحية وسلامة الأغذية ( إلا أنها تحتوي على بعض البنود التي يجب تطبيقها). (99، وتميز باللون الأصفر )
ج- نقاط موصى بها Recommended: وهى إختيارية يمكن تطبيقها بنسبة 50% مثل إعادة تدوير المخلفات العضوية وتحويلها إلى كمبوست دون مخاطر. (66، وتميز باللون الأخضر )
ويجب مراجعة كل نقاط التحكم عن طريق جهة منح الشهادة.