ايكوسودان تنشر كلمة معهد_جنيف_لحقوق_الإنسان بمناسبة
‘‘خُلِقوا ليتألقوا’’
يحتفل العالم في الثالث عشر من شهر حزيران/ يونيو من كل عام باليوم العالمي للتوعية بالمهق، تضامناً مع المصابين بهذا الداء واعترافاً بدورهم كأعضاء فاعلين في المجتمع، مما يعزّز القيم الإنسانية التي تسعى منظمة الأمم المتحدة لترسيخها وجعلها ثقافة سائدة بين كافة شرائح المجتمع الإنساني بمختلف ثقافاته، وقد اعتمدت الجمعية العامة في 18 ديسمبر 2014 القرار 170 الذي أعلنت فيه يوم الثالث عشر من حزيران/ يونيو يوماً دولياً للتوعية بالمهق، اعتبارا من العام 2015، في حين اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً في عام 2013 يطالب بالوقاية من الهجمات والتمييز ضد الأشخاص المصابين بالمهق، معزّزاً الدعوة التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني للنظر إلى الأشخاص المصابين بالمهق كمجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تتطلب اهتماماً خاصاً، وفي يوم 26 آذار/ مارس عام 2015، أنشأ المجلس ولاية الخبير المستقل بحقوق المصابين بالمهق. وجاء اختيار التاريخ، تزامناً مع تاريخ قرار الأمم المتحدة الأول الذي صدر في 13 حزيران/ يونيو، وبدء الاحتفال أولاً في جميع أنحاء العالم، خاصة دول” تنزانيا، الأرجنتين، السنغال، فيجي، فرنسا، المملكة المتحدة، وناميبيا”.
الاحتفال هذا العام صادف جائحة كورونا التي أوقفت معظم أنشطة الإنسان في جلّ عالم الكرة الأرضية وقد وحّد الشعور الإنساني ضد هذا الداء العضال، وفي ذلك تجسيد للمعاني النبيلة لإحساس الإنسان تجاه أخيه الإنسان، وعطفاً على ذلك فالمهق أيضاً هو اضطراب خلقي يتميز بغياب الصباغ في الجلد والشعر والعيون، نتيجة غياب كامل أو جزئي أو عيب من إنزيم تيروزيناز (تايروسيناز)، وهو إنزيم يشارك فى إنتاج الميلانين ويحتوي على النحاس، تعتبر هذه الحالة معاكسة لاسوداد الجلد وخلافاً للبشر، وعليه يعتبر المهق حالة وراثية تتميز بغياب الصباغ فى العيون والجلد والشعر، القشور، الريش أو البشرة. والمصاب بالمهق لا يتحمّل حرارة الشمس ممّا أصبغ عليه اسم عدو الشمس، فالمصاب بالمهق جزء لا يتجزأ من المجتمع الإنساني الذي توحّده الكوارث والملمّات، والمطلوب أن ينظر إليه كحالة خاصّة تتطلب تعاملاً وتعاوناً خاصاً من الجميع حتى لا يشعر بالعزلة لأن معظم المصابين بهذا المرض لديهم إحساس بأن المجتمع يرفضهم،لذلك جاء احتفال اليوم العالمي للتوعية بالمهق لهذا العام 2020، تحت شعار ‘‘خُلِقوا ليتألقوا’’ ، وهذا يمثل دعوة للتضامن مع المصابين بالمهق ودعم قضيتهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها فى جميع أنحاء العالم.
معهد جنيف لحقوق الإنسان كونه مناهضاً لأيّ تمييز سلبيّ بين فصائل المجتمع الإنساني يشارك العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالمهق، ويبعث برسالته للضمير الإنساني الحيّ بأنّ المساواة بين الناس؛ صحيحهم وسقيمهم حقٍّ أقرّته الأعراف والمواثيق الدولية، عليه فإن المصابين بالمهق هم جزء من هذا الكيان الإنساني ومن حقّهم التمتع بكل ما يتمتع به رصفاؤهم من بني جلدتهم، ويخصّ معهد جنيف دول العالم الثالث من دول الشرق الأوسط وأفريقيا لاسيما تلك التي نشر عنها سابقاً ازدياد الهجمات العنيفة على الأشخاص المصابين بالمهق وقتلهم، زعماً لحجج وأوهام غير واقعية،
معهد جنيف لحقوق الإنسان يطالب جميع حكومات العالم بتنفيذ التوصيات التي تقدمت بها خبيرة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بمسألة التمتع بحقوق الإنسان في حالة الأشخاص المصابين بالمهق السيدة إكبونووسا إيرو للدورة الرابعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 1 يوليو/ تموز 2019م بضرورة تقديم الدعم – ماليا وتقنيا – لمنظمات المجتمع المدني الممثلة للأشخاص المصابين بالمـَهَق في جهودها لقيادة التوعية العامة بالمـَهَق، التأكيد على توفير وسائل التكيف المعقولة في النظام التعليمي للأشخاص المصابين بالمـَهَق؛ إدراج المعلومات المتعلقة بالأشخاص المصابين بالمـَهَق وحقوقهم في المناهج التدريبية على وجه العموم، وفي تدريب الأخصائيين في جميع القطاعات ذات الصلة، وعلى وجه الخصوص في مجالات الإعاقة والتعليم والصحة والعمل والعدالة وإنفاذ القانون والتمييز العنصري والتنوع والإحصاءات؛ البحث المدروس عن الأشخاص المصابين بالمـَهَق المؤهلين، وإلحاقهم بوظائف حكومية وعامة مهمة؛ تنفيذ تدابير محددة متعلقة بالمنع والحماية والمـُساءَلة وعدم التمييز على النحو الوارد في خطة العمل الإقليمية لإنهاء الاعتداءات وأشكال انتهاكات حقوق الإنسان ذات الصلة، التي أيدتها اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب والبرلمان الأفريقي؛
يطالب معهد جنيف لحقوق الإنسان المجتمع الإنساني أن يعترف بدور المصابين بالمهق الإيجابي وإنجازاتهم ومساهماتهم في مختلف ضروب الحياة، وكل ما يصبّ في خانة تعزيز وحفظ الحقوق الإنسانية لهذه الشريحة. والتوعية بضرورة التعامل الخاص مسؤولية تكاملية تشارك فيها كل شرائح المجتمع؛ الرسمية والشعبية حتى يتم الاستنهاض للهمم وإحياء الضمير الإنساني الذي يميته الجهل ويبعثه الوعي والإدراك حتى تعيش الإنسانية بكل عناصرها منسجمة متكاتفة ومتآلفة، ويشهد العالم وقتئذٍ النمو والازدهار وعنده يتحقّق الحلم المنشود لمعهد جنيف لحقوق الإنسان.
جنيف 13 يونيو 2020م