انعقد اليوم برئاسة مجلس الوزراء اجتماعاً إسفيرياً مع المنظمات الدولية والإقليمية النشطة بالبلاد، وشركاء السلام في السودان، جرى خلاله استعراض اتفاقية جوبا لسلام السودان. شارك في الاجتماع د. جمعة كنده كومي مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون السلام و د. أمجد فريد مساعد كبير مستشاري رئيس مجلس الوزراء، والأستاذ ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/الجبهة الثورية، والأستاذ محمد بشير أبونمُّو مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد منّي أركو مناوي، وكبير مفاوضي الحركة، والأستاذ أحمد موسى، من مفاوضي الجبهة الثورية.
أكّد د. جمعة كنده إلتزام الحكومة ومؤسساتها بتنفيذ بنود اتفاق سلام السودان، ومواجهة التحديات التي تواجه ذلك الأمر، خاصةً الصعوبات الاقتصادية، كما أشار د. جمعه إلى أنه وبتوقيع اتفاقية سلام السودان بجوبا، انتقل السودان لمرحلة هامة من مراحل الانتقال الديموقراطي، واضعين في الحسبان ضرورة مواصلة الجهود للوصول إلى اتفاقية سلام مع حركات النضال المسلحة التي لم توقِّع، ليكون سلاماً شاملاً ومستداماً.
من جانبه قدّم الرفيق ياسر عرمان تحليلاً دقيقاً حول أهمية اتفاقية سلام السودان، باعتبارها هي الاتفاقية الأولى في تاريخ السودان التي ربطت بين السلام والديمقراطية، كما أكد وجود العديد من التحديات المحلية والإقليمية أمام هذه الاتفاقية، ولكنه عاد وأمّن علي وجود إلتزام ورغبة سياسية من كل الأطراف للمضي قُدُماً بتنزيلها لأرض الواقع، وناشد الأستاذ ياسر عرمان المجتمع الدولي والإقليمي بدعم الاتفاقية سياسياً واقتصادياً لأهميتها، ليس للسودان فقط، بل للأمن والسلم الإقليمي في ظروف تشهد الدول المجاورة للسودان اضطرابات سياسية كما هو الحال في ليبيا وإثيوبيا، وهي دول جارة هامة للاستقرار السياسي للسودان والإقليم.
ثم قدم الرفيق محمد بشير أبونمُّو مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد منّي أركو مناوي، وكبير مفاوضي الحركة، الملامح الرئيسية وأهم الموضوعات في مختلف المسارات، أجملها في القضايا القومية في مجال الحكم والإدارة، الهوية، تقسيم الثروة والموارد القومية وتوزيعها بين المركز والأقاليم، وقضايا الترتيبات الأمنية وإعادة هيكلة القوات النظامية نحو بناء جيش وطني موحد. وفي مسار دارفور أشار إلى معالجة القضايا التي شكلت جذور النزاع في دارفور مثل الأرض والحواكير وآثارها مثل النزوح واللجوء.
كذلك فقد استعرض الأستاذ أحمد موسى، أحد مفاوضي الجبهة الثورية، عدة جوانب من اتفاق سلام السودان، وأوضح أن من الأمور الفارقة في هذا الاتفاق أنه يأتي كتتويج لحوار بين شركاء، بالإضافة لاهتمامه بالجانب التنموي لما له من أثر على رتق نسيج المجتمع السوداني، وذلك بأن حدد الاتفاق سرعة لحاق تنموية تتباين بحسب أقاليم السودان ودرجة التراجع التنموي بينها، بحيث جرى تحديد هذه السرعة حسب عدد من العوامل المحددة لكل إقليم، أهمها درجة التمايز التنموي، والموارد الذاتية للإقليم، والأعوام المطلوبة لإنجاز اللحاق.