اللهم لانسالك رد القضاء و لكن نسالك اللطف فيه . هذا الدعاء الذي تنطق به شفاه الصائمين والقائمين ليل نهار هو من انقذ اطفالنا من كارثة لعبة الساقيةفي منتزه الرياض بالخرطوم . واظن ان حكومتنا السنية هي المستفيد الاول من نجاة الاطفال ، لانه وفي ظل الفشل المقيم للحكومة فان اي كارثة من هذه الشاكلة كانت كافية لتحريك الغضب الكامن في صدور الجماهير الى احداث لانعلم مداها . انطلاقا من هذا الامر الجلل فانني اعتقد ان الحكومة قد حزمت امرها وتحركت في كل الاتجاهات تحقيقا للاتي :
١/ مراجعة انظمة الدفاع المدني والحماية في جميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة .
٢/ التعامل مع حالة منتزه الرياض باعتبارها (دراسة حالة) ، يجب التعامل معها بكل الجدية المطلوبة في سبيل مراجعة نظم الحماية المدنية في بلادنا .
٣/ الاستفادة من جهود وخبرات منظمات المجتمع المدني وعلى راسها جمعية حماية المستهلك في هذا العمل الهام .
٤/ يجب الاعتراف بان سلطات منح الترخيص المرتبطة بالدفاع المدني محتاجة الى مراجعة شاملة لانه — الان— واكرر الان — هنالك ثغرات كثيرة وفي مواقع عديدة يمكن ان تهدد الامن و تشكل مدخلا مناسبا للكوارث .
٥/ مراجعة قوانين ولوائح الدفاع المدني لمعرفة مدى مواكبتها للحالة الانية في البلاد .
اتصور الان ان هنالك جهات مدنية قد حزمت امرها ورصدت كل ما يخص هذه الحالة وما صدر حولها من بيانات رسمية لمتابعة ما تفعله الحكومة حيال هذا الامر وخصوصا ومع غياب المجلس التشريعي الرقابي والذي كان من الممكن له استدعاء المسؤول الحكومي لمساءلته حول الامر .
ياليت ، واكررها مرات ومرات قيام تجمع القوى المدنية بواجبه الاصلي المنوط به بدلا من الانغماس في لعبة السياسة اليومية والتي هي ابعد ما تكون عن تحقيق اهدافه . ان جماهير الشعب السودان محتاجة الى منظمات مجتمع مدني تقوم بدورها المنوط به نحو المجتمع بدلا من الجري وراء المحاصصات مع الاحزاب السياسية . وهو دور اخلاقي في المقام الاول ، وبمثلما ننتقد الحكومة فاننا نوجه سهام نقدنا الى منظمات المجتمع المدني لانها خط الحماية والوقاية الاول للمواطن السوداني في مقابل التجاوزات والاخفاقات الحكومية وبالذات في ظروفنا الحالية .
تمنيت مشاهدة واحدة من منظمات المجتمع المدني وبمثلما نشاطهم الجم في المشاركة في احتفالات وورش الفنادق خمسة نجوم حيث تنداح المشروبات والماكولات والتنظير المكثف تحت الاجواء المكيفة الباردة … تمنيت مشاهدة منظمة يغبر ارجل اعضائها تراب المناطق الصناعية في بلادنا فحصا وبحثا عن التجاوزات في السلامة والامن و صحة العاملين .
الموضوع كبير وخطير …
ولنا عودة ..
محمد امين ابوجديري
٢٥/٤/٢٠٢١