صرخة نملة/ د. أمجد عبدالسلام:
وطئت أقدامنا الثرى سجالاً ومقاومة لفئة فرضت نفسها جبراً بقوة السلاح، ومارسوا كل أشكال الدكتاتورية ومشروعهم الزائف، ونكلوا بشعبهم قتلاً وقهرا وقمعاً ودمارا في شتى دروب الحياة حتى أضحينا نبحث عن إنسانيتنا، إنتهجوا الكوزنة للإقصاء وتفشي الداء في جسم الوطن؛ فتعاقبت الثورات ضد الطواغيت لعلاج الداء ووقف الإنتهاكات، حتى كانت لثورة ديسمبر الضربة القاضية على طواغيت السودان.
بعد أن آتى حراك ديسمبر أكله وتم الإمساك برؤوس الأفاعي إلا أننا سلمنا مقاليد الحكم لأذنابهم وتوهمنا الشراكة معهم، نسبة لأنهم أجادو التلاعب على حبل السياسة، وسيطروا على نقاط القوة التي مازالت تعينهم في البطش، لدرجة إستهوائهم القتل في شهر رمضان، فسددوا ضربة موجعة من المستحيل أن يطلى جدران القلب بالفرح عند ذكراهم بل نقوش الألم مطبوعة في القلب، وبالأمس تكررت ذات المأساة، ووجهت صفعة على خد الشراكة الذي تندى به المدنيين، فتجلت الهشاشة في إقتياد مطالب الثورة للتحقيق، وتساقطت أركانها الثلاث، وعزف الواقع على أوتار الحزن التي نخشى سماعها ونضع أصابعنا في أذاننا خشية المستقبل الذي نصنعه بأيدينا من معطيات الحاضر، وكان الراقص هو قوى الحرية والتغيير، فأمن العسكر العقاب حتى تمادوا في إساءة الأدب
جنينا حكومة متهالكة سياسيا وإقتصاديا، حيث مجلس وزراء بلا مشروع وطني وتهالك والشارع أصبح يبحث عن شفافية رئيسه، وأجهزة عدلية تم رميها في جب الإنتهاكات وبها دلو التماطل، وسلام يبنى على الترضيات متجاهلا للب القضية من مصالحة قومية والنظر لشئون النازحين ووقف شلالات الدماء من خلال الإقتتال القبلي، وأما إقتصاديا فقد أدمنا التسول الدولي دون صنع أوعية داخلية تنمي الإيرادات الوطنية، وفي المقابل مجلس سيادة يغتنم مكتسبات الثورة مخصصات وعربات فارهة ومراسم وإختصاصات وهمية يتربع على عرشها الممشى الممتد للكيزان ألا وهو البرهان؛ ليمسكوا بالزناد ويطلقوا رصاص الإنقلاب على المدنية التي تهاونا فيها والديمقراطية التي أصبحت يتبادلها أرجل المنتفعين والمتسلقين فوق جماجم الثوار ويصعدون فوق جثث الشهداء الطاهرة؛ فبهذا لا نعترف بشراكة لم نجني منها إلا مزيدا من سفك الدماء وتناسي قضيتنا حيال الشهداء، وتتوج الجنجويد بكأس السيطرة، فسننحت في صخور المستحيل شعارات الثورة ونتخلص من المتربصين بها حتى يتفجر السودان بركانا يخرج من فواهته الدولة المدنية ونحقق العدالة الإنتقالية؛ فكل عام والوطن قد ضمدت جراحه، ونصبت مشانق العدالة للجناة، فالقصاص آت لا محال.
#الرحمة_والمغفرة_لمن_سالت_دماؤهم_لتروي_تراب_هذا_الوطن_وتطهره_من_الكوزنة_والإستبداد #عاجل_الشفاء_للجرحى #الشوارع_لن_تخون #لن_ننسى_ولن_نغفر #12مايو2021م