ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
مقالات مشابهة
إنه لأمر محزن أن ندرك ، ولكن الإنتاج العالمي للشوكولاته على وشك أزمة عميقة. الأمر كله يتعلق بأشجار الكاكاو التي ينخفض إنتاجها في معظم البلدان المنتجة للمواد الخام. تعاني مزارع الأشجار من الجفاف والأمراض الفطرية ، ويتحول المزارعون في جميع أنحاء العالم إلى محاصيل أكثر ربحية ، ويفضلون عدم العبث بحبوب الكاكاو المزاجية.
تقع مزارع أشجار الكاكاو أو الشوكولاتة في خطوط العرض الاستوائية لكوكبنا ، بين 20 درجة جنوبًا وخط عرض شمالًا. هذا محصول شاق للغاية. أشجار الكاكاو (Theobroma cacao) ، التي تحتاج إلى حرارة ثابتة ورطوبة عالية ، لا يمكنها تحمل أشعة الشمس المباشرة. ولهذا السبب ، يتعين عليهم تنظيم التظليل لزراعة الأشجار الأطول الأخرى في المزارع. يعمل الموز وجوز الهند أو أشجار النخيل المطاطية ، وكذلك المانجو والأفوكادو ، في الغالب كحماية ضد أشعة الشمس الحارقة على الكاكاو. في ظل ظروف مواتية ، يمكن لشجرة الكاكاو أن تتفتح وتنتج محاصيل على مدار العام. لكن الحصاد الرئيسي للفواكه يحدث مرتين في السنة
من لحظة الازهار إلى نضج الثمار التي تنمو مباشرة على جذع الشجرة ، يستغرق الأمر حوالي 4 أشهر. تحتوي كل فاكهة كاكاو على ما بين 40 إلى 60 بذرة ، وهي حبوب الكاكاو ذاتها التي تستخدم ، بعد التجفيف والمعالجة ، لصنع الشوكولاته. تبدأ شجرة الكاكاو في الثمار في سن 5-6 سنوات وتصل إلى أقصى إنتاجية بنسبة 12-15 سنة. تعيش شجرة الشوكولاتة (حسب الظروف) من 30 إلى 80 عامًا.
على الرغم من أن مسقط رأس أشجار الكاكاو هي أمريكا الوسطى ، فإن أكثر من 60٪ من الإنتاج العالمي لحبوب الكاكاو اليوم توفره بلدان القارة الأفريقية: كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والكاميرون. يوجد حوالي 20٪ من محصول حبوب الكاكاو في العالم في إندونيسيا ، في حين يتم تقسيم الباقي بين بلدان أمريكا وجنوب شرق آسيا.
تعتبر أشجار الكاكاو محصولًا متقلب المزاج. فهي لا تنمو فقط في المناخ الاستوائي ، ولكن أيضًا يعتمد المحصول اعتمادًا كبيرًا على أدنى انحرافات للظروف الجوية عن المعتاد. مع التغير في العوامل المناخية ، ربط الباحثون انخفاضًا في محصول حبوب الكاكاو والشيخوخة المبكرة للأشجار. يؤدي الجفاف المتكرر في القارة الأفريقية ، فضلاً عن الأمطار الغزيرة غير العادية التي تغمر إندونيسيا بشكل دوري ، إلى انخفاض الإنتاجية وموت مزارع الكاكاو. الأشجار التي تضعفها الشذوذات المناخية معرضة للأمراض الفطرية ، مما يزيد من تفاقم الوضع. وفقًا للخبراء ، يمكن أن يؤدي الجفاف في إفريقيا إلى اختفاء مزارع الكاكاو بحلول عام 2050.
يفضل العديد من المزارعين استبدال الكاكاو بأشجار أخرى توفر دخلًا أكثر استقرارًا وأقل طلبًا للصيانة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الوضع في السوق العالمية من حبوب الكاكاو هو أن أسعار شراء هذا المنتج منخفضة للغاية. يتم تنفيذ المعالجة الرئيسية في أوروبا وأمريكا الشمالية ، والشركات الكبرى ليست في عجلة من أمرها لتبادل الأرباح مع شعوب إفريقيا ، مما يفرض ظروفهم وتخفيض أسعار الشراء من سنة إلى أخرى. كما أن الوضع الصعب في كوت ديفوار ، حيث كانت هناك حرب أهلية لأكثر من 10 سنوات ، لا يسهم أيضًا في الاستقرار في سوق الكاكاو.
على خلفية التطور النشط لصناعة الحلويات العالمية ، يستمر الطلب على حبوب الكاكاو في النمو. يتم تحديد أسعار حبوب الكاكاو الخام ، وكذلك النفط ، في بورصات السلع. لذلك ، على سبيل المثال ، في بورصتي لندن ونيويورك في خريف عام 2016 ، بعد فشل محصول الكاكاو القياسي ، ارتفعت أسعار السلع بحدة. ولكن بالفعل في ربيع عام 2017 ، انخفضت مرة أخرى إلى مستويات قياسية منخفضة نتيجة لظهور معلومات حول احتمالات جيدة للمحاصيل في البلدان الأفريقية.
ووفقًا لمعظم الخبراء ، فإن زيادة حالات فشل حبوب الكاكاو ستؤثر قريبًا على انخفاض الإنتاج العالمي للشوكولاتة وتؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار منتجات الحلويات. وفي هذا الصدد ، يعمل علم الوراثة والمربين على استنباط أصناف من الكاكاو تكون مقاومة للتغيرات في العوامل المناخية.
على سبيل المثال ، يقوم علماء من جامعة كاليفورنيا بإجراء تجارب على تغيير بنية الحمض النووي لأشجار الكاكاو على أمل تطوير أنواع يمكنها أن تنمو وتؤتي ثمارها في مناخات أكثر دفئًا وجفافًا. أكبر الشركات المصنعة للشوكولاتة هي الجهات الراعية للتنمية ، لأن هذا هو الجانب الأكثر اهتماما والأثرياء ماليا.
الباحثون البريطانيون ليسوا بعيدين عن زملائهم. ليس بعيدًا عن لندن ، تم إنشاء مركز الحجر الصحي للكاكاو ، حيث يتم زراعة أكثر من 400 صنف. يعمل المتخصصون على إنشاء أنواع جديدة مقاومة للأمراض الفطرية ومناخ أكثر جفافًا.
حسنًا ، يمكن لجميع عشاق الشوكولاتة فقط أن يأملوا في أن يتمكن المربون من إنتاج أنواع جديدة من الكاكاو التي تقاوم كل المصاعب وأن علاجنا المفضل لن يختفي من حياتنا.
