السبت , مايو 18 2024
أخبار عاجلة

الهشاب في الزيداب !!!

ثالثة الأثافي

د. عبد الماجد عبد القادر

بمناسبة ما تداولته الوسائط الاجتماعية والأسافير حول ما أورده أحدهم أنه شاهد في إحدى دول الخليج أن هناك (20000) شتلة – عشرون ألف شتلة يتم تجهيزها لاستزراعها بإحدى الدول الخليجية حتى تكون تلك الدولة من أهم وأول وأكبر مصدري الصمغ العربي في العالم .. أرجو أن أدلي ببعض المعلومات الهامة والعامة حول الموضوع وأقول :

الصمغ العربى ليس محصولاً زراعياً وإنما هو خطة دفاعية من النبات لقفل الجروح ومقاومة  فقدان الرطوبة وبالتالى فهو منتج بيئى.

يعتمد الانتاج على عوامل بيئية منها درجة الحرارة والرطوبة النسبية ومعدل الأمطار وسطوع الشمس وسرعة الرياح ووجود حشرة القراحة والمعارف التقليدية التى يمتلكها الناس.

تأسيساً على ذلك فإنتاج الصمغ العربي من الهشاب خاصة يعتمد على المناخ وعلى الإرث المعرفى المتوفر في السودان بدرجة عالية من الكفاءة .

يشارك السودان عشر دول في حزام الصمغ العربي الافريقي الممتد من الصومال وأثيوبيا شرقاً وحتى نيجيريا غرباً مروراً بمجموعة دول تشاد والكاميرون وأفريقيا الوسطى ومالي والنيجر وموريتانيا وجنوب السودان وحتى كينيا … الخ.

20.000   شجرة تكفي فقط لإنتاج عشرة أطنان من الصمغ العربي هذا في حالة النجاح الكامل بمعدل إنتاج نصف كيلو للشجرة… وكمية عشرة أطنان ربما يرسلها مجموعة المصدرين من هنا كعينات مجانية .

يوجد بالسودان واحد وثلاثون نوعاً من أشجار الأكاشيا ويعد الهشاب أحد هذه الأنواع والتي من بينها الطلح والكتر والسمر والسيال واللعوت والسنط…الخ.

لا تصلح زراعة الهشاب لأغراض إنتاج الصمغ العربي في ظروف الري الصناعي وإنما الري بالأمطار وفي حدود المناخ الجغرافي المشار إليه والمحصور بين خطي عرض 10 – 14 شمالاً، علماً بأن ثلثى حزام الصمغ العربي من حيث الكثافة الشجرية يقع داخل السودان .

هناك محاولات سابقة تمت لنقل تجربة إنتاج الصمغ العربي لبلاد أخرى، ولكن لم تنجح حتى في دول الحزام ناهيك عن الدول خارج حزام الصمغ العربي ..

ربما كان ما شاهده الزميل السوداني بإحدى دول الخليج مجموعة شتول لأشجار شوكية أخرى مثل السنط  والطلح والسمر والسيال والسلم وهي متوفرة في دول الخليج، حيث يتم استعمالها لأغراض مكافحة الزحف الصحراوي.

أخيراً فإن الاسم العلمي لشجرة الهشاب هو الأكاشيا سنغال  Acacia Senegalأي أنه معروف في السنغال على أنه متوفر بكثافة في السودان حيث تتوفر الخبرة والمعرفة والثقافة الإنتاجية وتغيب في غيره من الدول…علماً بأن تصدير أشجار الصمغ العربي محظور في القانون.

هذا ما لزم توضيحه في الوقت الحاضر ونطمئن الإخوة بأن إنتاج الصمغ العربي سيظل ملكية فكرية للسودان من حيث المناخ والممارسة وحجم الإنتاج . وقد حاول الكثيرون من دول أوروبا الغربية نقل الإنتاج من السودان إلى دول أفريقية أخرى لكنهم لم يتمكنوا من ذلك حتى مع الدعم المالي واللوجستي والجهد الذي بذلوه … فالصمغ العربي هبة إلهية لأهل السودان مثل نهر النيل.

 

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

منظمةأطباء بلاحدود الهولندية

مدير الصحة بالقضارف يطلع على اداء اطلع د.أحمد الأمين آدم المدير العام لوزارة الصحة والتنمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا