حذرت الأمم المتحدة في تقرير من أن عدد حرائق الغابات الكبيرة في كل أنحاء العالم سيرتفع بشكل حاد في العقود المقبلة بسبب الاحترار المناخي. كما حذر التقرير أيضا من تبعات خطيرة لهذه الحرائق على البشر والطبيعة في المستقبل.أظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه حتى أكثر الجهود طموحا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة لن تحول دون زيادة الحرائق. وأضاف التقرير أنه بحلول نهاية القرن، من المرجح أن يزداد احتمال اندلاع حرائق غابات مشابهة لتلك التي اندلعت في أستراليا (2019-2020) أو في القطب الشمالي عام 2020 أو في حوض البحر الأبيض المتوسط عام 2021.
ورغم الجهود المبذولة لتخفيض الاحترار العالمي إلى درجتين في العقود المقبلة إلا أن القائمين على التقرير يفترضون زيادة في الحرائق الشديدة بشكل خاص من تسعة إلى أربعة عشر في المائة بحلول عام 2030.
ويتوقع الخبراء أيضا زيادة من عشرين إلى ثلاثة وثلاثين في المائة بحلول عام 2050. وبحلول نهاية القرن من المتوقع حدوث حرائق أكثر خطورة بشكل خاص من واحد وثلاثين إلى إثنين وخمسين في المائة، أي بزيادة تتراوح بين الثلث تقريبا وأكثر من النصف، كما جاء في موقع “فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ” الألماني.
خسائر بشرية ومادية جسيمة
وتسبب حرائق الغابات الكبيرة التي قد تبقى مشتعلة لأيام أو أسابيع، مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب، لا سيما لدى المسنين والصغار. وأظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة “ذي لانست” العلمية أن التعرض لدخان حرائق الغابات يؤدي في المتوسط إلى أكثر من ثلاثين ألف وفاة سنويا في ثلاثة وأربعين بلدا حسب بيانات ذكرت في موقع “برلينه تسايتونغ” الألماني.
وتراوحت الأضرار الاقتصادية في الولايات المتحدة وهي أحد البلدان القليلة التي تحسب هذه الكلفة، بين 71 و348 مليار دولار في السنوات الأخيرة، بحسب تقييم ذكر في التقرير.
وقد تلحق الحرائق الكبيرة دمارا كبيرا في الحياة البرية أيضا، ما يدفع ببعض الأنواع المهددة إلى شفير الانقراض. وقتل أو أصيب حوالى ثلاثة مليارات من الثدييات والزواحف والطيور والضفادع، على سبيل المثال، بحرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت أستراليا في 2019-2020، وفق حسابات علماء.
الأمم المتحدة تحذر من زيادة الحرائق
وساهمت موجات الحر وظروف الجفاف وانخفاض رطوبة التربة التي يفاقمها الاحترار المناخي، في اندلاع حرائق غير مسبوقة في غرب الولايات المتحدة وأستراليا وحوض البحر الأبيض المتوسط في السنوات الثلاث الماضية وحدها.
وحتى القطب الشمالي الذي كان عصيا على الحرائق، شهد زيادة كبيرة في عدد الحرائق، ومنها ما يعرف بـ “حرائق الزومبي” التي تشتعل ببطء تحت الأرض طوال الشتاء لتتحلو بعدها إلى نيران في الربيع.
كما دعا التقرير الذي أعده خمسون خبيرا بارزا، إلى إعادة التفكير في طريقة معالجة المشكلة. وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن إن “رد الحكومات على الحرائق هو وضع الأموال في المكان الخطأ”.
وشددت على أنه “يجب علينا تقليل خطر الحرائق الشديدة من خلال الاستعداد: زيادة الاستثمار في الحد من الأخطار والعمل مع المجتمعات المحلية وتعزيز الالتزامات العالمية ضد تغير المناخ”.