في إطار احتفال المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم بختام فعاليات اليوم العالمي للبيئة بوزارة الثقافة والإعلام للعام ٢٠٢٢م بالتعاون مع منظمة إعلاميون من أجل البيئة والتنمية المستدامة والذي جاء تحت شعار “لانملك سوي ارض واحدة”، طالب المشاركون بالمحافظة على البيئة وذلك باطلاق حملة توعوية ولفت النظر لكل خلل يتعلق بالبيئة والتلوث البيئي.
وقال دكتور بشرى حامد أحمد الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم أن السودان أقل مساهمة في التلوث ومن أكثر الدول تاثرا به نسبة للوضع الاقتصادي والبيئي الهش.
وذكر د. بشري بأن ٧٠ ٪ من الاقتصاد السوداني يعتمد على الموارد الطبيعية، لافتا إلى العديد من التحديات على رأسها مشكلة الجفاف والتصحر وإزالة الغطاء الغابي وقطع الأشجار، بجانب مشكلة التعدين الاهلي.
كاشفا عن وجود حوالي ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة، مؤكدا مايتم الان تحصيله من موارد التعدين لن يزيل آثار التلوث والمشاكل البيئية التى يتسبب فيها وهذه مشكلة كبيرة يجب الإلتفات إليها، وزاد نحن نتحدث عن البناء المؤسسي للبيئة ولامركزية العمل البيئي.
داعيا بإنزال العمل البيئي إلى المحليات والوحدات الإدارية واللجان الشعبية والأحياء والقرى، والنظر إلى مشكلة النفايات بجدية وذلك بتفعيل دور المحليات والتي وصف أدائها في هذا الجانب بالضعيف الذي يحتاج إلى تقوية والاستفادة من المجتمع الدولي في التمويل وذلك بترجمة الأفكار إلى مشاريع ، وقال أن التوعية البيئية الممتازة يمكن أن تؤدي إلى تحسين الأداء البيئي بنسبة ١٠٠ ٪ وتوفير ٥٠ ٪ من تكلفة العمل البيئي.
واشار د. بشري إلى أهمية السياسات والالتزام السياسي والحاكمية البيئية وإدماج البعد البيئي في كافة الأنشطة.
ومن جانبة دعا وكيل وزارة الثقافة والإعلام دكتور نصر الدين احمد الجهات المختصة باطلاق حملة توعوية ولفت نظر لكل خلل يتعلق بالبيئة والتلوث البيئي، وقال لابد للأجهزة الإعلامية والتعليمية أن تعمل في إطار التوعية ولفت النظر والتنبيه.
معلنا عن فتح وزارة الثقافة والإعلام أبوابها للشراكات والبرامج في كافة وسائل الإعلام العامة والخاصة والبرامج التدريبية في مجال إصحاح البيئة وذلك من أجل قيادة عمل يؤدي إلى تحسين البيئة بصورة عامة واصفا الوضع البيئي بالمتردي.
مؤكدا بأن وضع البيئة في أي حي هو نفس الوضع في الأحياء الأخرى وهي ليست مسألة إمكانيات مادية بل مسألة عدم التطبيق واللامبالاة وعدم المسؤولية.
ومن جانبها إستعرضت الدكتورة زينب صالح ممثل الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية التحديات البيئية التى تواجه السودان ومحاولة المجلس لمجابهة هذه التحديات، منوهة إلى مشاكل تراكم النفايات والتعدين الاهلي.
وطالبت زينب بتفعيل الشراكات والقوانين البيئية والمستثمر السوداني للإستثمار في مجال النفايات التى أصبحت ثروة قومية وذلك لمعالجة مشكلة الكهرباء والسماد.
وفي ذات السياق أشارت ممثل اعلاميون من اجل البيئة دكتورة نوال الخضر إلى شعار هذا العام والذي هو نفس الشعار الذي رفع منذ خمسين عاماً واستلهام الدورس والعبر لحماية البيئة والمحافظة عليها واستنهاض الجهات الرسمية للقيام بواجباتها اتجاه البيئة، مشيرة إلى المبادرات التى قدمتها المنظمة أبرزها تأهيل الحديقة النباتية والاحتفال بيوم الأرض بتقديم الشتول والبذور مع عدد من الشركاء وأضافت مبادرة إعلاميون من أجل البيئة ليست حصرية بل مفتوحة للكل ، مناشدة باعلاء الحس البيئي.
ومن جهتة أوضح الأستاذ هاشم كامل ممثل نادى الدراجات السوداني أن الدراجة من أكبر أصدقاء البيئة، وقال إنه أول نادي مختص بالدراجات في السودان وأننا نشجع رياضة الدراجة للمحافظة على الصحة واستخدامها لتخفيف أعباء المواصلات.
كما تطرق الدكتور محمد سر الختم المختص بكلية العلوم البيئية جامعة بحري في ورقتة بعنوان “استنزاف الموارد الطبيعية” إلى أهمية الموارد المتجدده مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمحافظة عليها للأجيال القادمة وإلى التغيرات المناخية ، منبها إلى تنوع الأنظمة الإيكولوجية والضغط على المراعي ومشاكل الحوض الجوفي في السودان بسبب حفر آبار السايفون واستنزاف زراعة البرسيم للمياه الجوفية مما يتطلب الترشيد.
محذرا من حرب المياه القادمة والصراع عليها، وأوصى سر الختم في ورقته بمحاولة صيانة الموارد بالوعي البيئي لدي الأطفال بالتربية البيئية والالتزام السياسي اتجاه البيئة، والالتزام بالاتفاقيات الدولية بالنسبة للدول العالم وبالشفافية بالنسبة للدول العالم الثالث.
وكذلك اوصي باستحداث تقانات صديقة للبيئة حتى تقلل الاعتماد على البيئة، إضافة إلى دعم وتقوية القوانين البيئية بالتفعيل.
والجدير بالذكر أنه تم خلال الحفل تقديم درع للدراجين من قبل المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية ولاية الخرطوم بعد انتهاء سباق الماراثون الذي تم بشارع النيل وتكريم بعض الشخصيات والجهات الاعتبارية أبرزهم البروفيسور طلعت دفع الله الخبير في مجال الموارد الطبيعية ، بجانب تكريم صحيفة التيار لتخصيص صفحة أسبوعية للتوعية بالبيئة وتكريم وزارة الثقافة والإعلام.