حفيف الأجنحة:-
عاطف الشريف
حمل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية “عباس كامل” مبادرته للوساطة بين القوي السياسية في زيارته الاخيرة الي البلاد، ومنذ تلك اللحظة وحتي الآن ، ماتزال الساحة السياسية تمور بالعديد من الافرازات ! التي اخذت في بعض جوانبها اتجاهات سالبة وخطيرة ! توشك ان تدخل البلاد فيما هو اسوأ من الازمة السياسية التي كانت تعيشها البلاد !
يرى بعض الخبراء والمتابعين ان المحاولات المصرية للحضور الفاعل في الساحة السياسية ! من خلال العديد من الكروت التي ظلت تستخدمها علي الدوام للتاثير علي الداخل السياسي بالبلاد ! بداية باحتضانها للعديد من القيادات السودانية ورموز حقبة الانقاذ البائدة، وتوفير الملازات الامنة لهم ! مثل الفريق أول صلاح عبدالله “قوش” اخر رئيس لجهاز المخابرات الوطني في حقبة الانقاذ ، ومحمد طاهر ايلا آخر رئيس مجلس وزراء في حكومة الانقاذ ، بخلاف الميرغني الزعيم السياسي المعروف ومرشد الطريقة الختمية وعمق علاقاته الممتدة بمصر!
رشحت العديد من التقارير الصحفية باستخدام مصر وتوظيفها لما تعتبره كروت رابحة في لعبة المصالح المتبادلة مابينها وجارتها الجنوبية ! كما اشارت التقارير توظيفها ذلك ضمن ماهو معروف من عودة ايلا والميرغني معا! مثلما اشارت ايضا لبلورة مصر وصناعتها لاحد الكتل والاجسام السياسية ! لضمان حضورها الفاعل وتاثيرها علي مجريات الاحداث الداخلية بالبلاد ! ومع كل ذلك مايزال يتساءل الخبراء ومن خلفهم المواطنون عما هي ملامح المبادرة المصرية ! التي لايعلم تفاصيلها احد! بدليل طلب رئيس مجلس السيادة توضيح معالمها في لقائه الاخير بسفير الشقيقة مصر بالخرطوم! وربما لاتجد احدا حتى من المؤيدين لها نكاية في الاطاري يعلم تفاصيل هذه المبادرة!
يؤكد الخبراء ان المبادرة المصرية – مجهولة التفاصيل والمعالم – علي مجئيها متاخرا جدا الا انها احدثت اثرا سالبا بخلاف ماهو معلن عنها !فقد باعدت الشقة مابين مكونات الساحة السياسية بالبلاد، بدل تقريبها وتوافقها! بل بعضها ذهب ابعد من ذلك كما في التصريحات الشاذة التي طالب بها رئيس مجلس البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان ” محمد الامين ترك” ومناشدته الرئيس السيسي السماح له بضم اقليم الشرق الي جمهورية مصر! وذلك يؤكد حجم التغلل الاستخباراتي المصري في الساحة الداخلية بالبلاد! بما يستوجب المساءلة القانونية!
يؤكد الخبراء ان القبول الدولي الواسع للاتفاق الاطاري وتدشين مراحله النهائية سوف يفضي الي تكوين حكومة مدنية وتحقيق مطالب الثورة السودانية ، الا ان ذلك يثير التساؤل الذي بات يطرح نفسه بالحاح ، ماهو دور مصر من كل ذلك؟ومعروف انها قطعا لا تتحرك وحدها! اذن من يقف خلف مصر؟ ويملأها بكل هذه الجرأة ! وهي في أضعف حلقاتها حيث تعاني اليوم العديد من المشاكل الداخلية ، على راسها تدهور العملة أمام الدولار الذي انفلت عن عقال القيد! وهل باتت مشاكل مصر الاقتصادية هي اداه الضغط التي تدفعها لتقوم بمثل هذا التحرك؟