الثلاثاء , أبريل 30 2024
أخبار عاجلة

ما هي أسرار “الحدائق الجيولوجية” التي أعلنت عنها اليونسكو مؤخرا؟

ايكوسودان نت وكالات

تمثل الحدائق الجيولوجية التابعة لليونسكو توازنًا بين السمات الجيولوجية الفريدة ونقاط الاتصال الثقافية والتركيز على الاستدامة

لين براون
Role,مراسلة الفيتشر- بي بي سي
12 أبريل/ نيسان 2024
من مواقع حفريات الديناصورات في البرازيل إلى أديرة ميتيورا الشاهقة، تسلط هذه المواقع الجيولوجية الثمانية عشر الجديدة على قائمة اليونسكو الضوء على التراث الطبيعي والثقافي غير المادي لمنطقة معينة.

ويمكن الآن للمسافرين المهتمين بالغوص العميق في أسرار الجيولوجيا والثقافة والاستدامة إضافة وجهات جديدة إلى قوائم السفر الخاصة بهم، بعد أن أعلنت منظمة اليونسكو عن تخصيص 18 حديقة جيولوجية عالمية جديدة، ليصل العدد الإجمالي عالميا إلى 213 موقعا تمثل 48 دولة حول العالم.

من البحيرات الكريستالية شديدة الصفاء إلى الأرخبيل الذي تشكل خلال العصر الجليدي الأخير، تعد هذه المتنزهات أكثر من مجرد مواقع ذات خصائص جيولوجية فريدة من نوعها، فهي تسلط أيضا الضوء على التراث الطبيعي والثقافي وغير المادي لمنطقة معينة. يوضح أنطونيو أبرو، مدير قسم العلوم البيئية وعلوم الأرض في اليونسكو: أن “الحدائق الجيولوجية العالمية التابعة لليونسكو تمثل مناظر طبيعية يتشابك فيها التراث الجيولوجي ذو الأهمية الدولية مع تاريخ البشرية مما يدعم التنوع البيولوجي الغني”.

وقال إن “كل حديقة جيولوجية جديدة تحكي قصة فريدة من نوعها، مستخدمة الجيولوجيا كعدسة لها”.

فيما يلي خمسة من أحدث الحدائق الجيولوجية المدرجة في قائمة اليونسكو:

يمكن العثور على أكثر من 10000 حفرية و38 هكتارًا من الغابات المحفوظة في حديقة أوبيرابا الجيولوجية المنشأة حديثًا

يوجد أكثر من 10000 حفرية و38 هكتارا من الغابات المحفوظة في حديقة أوبيرابا الجيولوجية المنشأة حديثا

أوبيرابا، البرازيل

تُعرف هذه الحديقة الجيولوجية الجديدة باسم “أرض العمالقة”، بسبب التراث الغني من الحفريات الموجود هنا، وتضم مدينة أوبيرابا الواقعة جنوب شرق البرازيل.

وتحتوي على تكوينات جيولوجية مثيرة للإعجاب، بما في ذلك سلسلتا جبال سيرا دا جالجا وسيرا جيرال، والتي تشكلت بفعل تدفقات البازلت وتحكي قصة الانفجارات البركانية القديمة.

ويوجد هنا أيضا أكثر من 10 آلاف حفرية لديناصورات وأشكال حياة أخرى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتساهم أساليب الزراعية التقليدية التي تعود إلى القرن التاسع عشر، باستخدام سلالة فريدة من الماشية تنتج انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون، في الحفاظ على البيئة في المنطقة.

تسمح العديد من “الطرق” و مسارات الرحلات المقترحة للزوار بتجربة الخصائص الجيولوجية والثقافية الفريدة للمنطقة.

يوجه طريق المتاحف الزوار إلى مواقع مثل مركز أبحاث الحفريات في أوبيرابا ومتحف الديناصورات، ويسلط طريق “المواقع الجيولوجية” الضوء على مواقع مثل فالي إنكانتادو (الوادي المسحور)، وهي محمية تضم بداخلها 38 هكتارا من الغابات والشلالات والتكوينات الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

ولمزيد من الزائرين المغامرين، توجد العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة التي تؤدي من خارج المدينة مباشرة عبر منتزه سيرا جيرال الوطني.

أصبحت هذه المنطقة الجبلية الآن جزءا من حديقة جيولوجية أكبر، تسمح لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة بالاستغراق في النظام البيئي المحلي.

بحيرات بيوكوفو إيموتسكي، كرواتيا

يشكل تكوينان جيولوجيان متميزان وفريدان من نوعهما حديقة بحيرات بيوكوفو-إيموتسكي الجيولوجية بألوانها الزرقاء والحمراء، في جنوب كرواتيا.

التكوين الأول هو سلسلة جبال بيوكوفو، التي يمكن الوصول إليها عبر متنزه بيوكوفو الطبيعي الشهير، والذي يوفر عددا لا يحصى من مناطق الجذب في الهواء الطلق، بما في ذلك جولات المشي التعليمية في الطبيعة، ونقاط المراقبة الجبلية، وحتى حديقة نباتية تسلط الضوء على النباتات الموجودة على هذه المنحدرات الجبلية الساحلية. والتي تضم ثالث أعلى قمة في البلاد قمة سانت جورج بيك، التي ترتفع 1762 مترا فوق سطح البحر.

التكوينات الثانية توجد في المياه الزرقاء المذهلة للبحيرات الحمراء والزرقاء القريبة في بلدة إيموتسكي، وهي بلدة صغيرة في المنطقة.

تقع البحيرة الحمراء في قاع أعمق حفرة لبحيرة كارستية في أوروبا، وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى اللون المحمر للمنحدرات الملونة بأكسيد الحديد التي تحيط بها، بينما سُميت البحيرة الزرقاء بسبب مياهها الزرقاء المذهلة، وتتغذى بالماء من ذوبان الثلوج من الجبال المحيطة.

لكن على الرغم من سهولة وصول الزوار إلى البحيرة الزرقاء، لممارسة السباحة والأنشطة المائية الأخرى، إلا أنه يصعب الوصول إلى البحيرة الحمراء بسبب موقعها في أسفل كهف بعمق 500 متر.

هناك أيضا مواقع من صنع الإنسان تستحق الاستكشاف، بما في ذلك العديد من شواهد القبور التي تعود للقرون الوسطى والممر الزجاجي الحديث في رافنا فلاسكا، وهي منطقة من المنتزه تتمتع بإطلالات على البلدات والجبال والبحر الأدرياتيكي القريبة.

ميتيورا بيلي، اليونان

تقع أديرة ميتيورا بيلي في منطقة ثيساليا باليونان، وتصف نفسها بأنها “رحلة عبر المكان والزمان والجيولوجيا”، وليس من المستغرب أن العديد من مواقعها تبدو وكأنها تمزج بسلاسة بين الطبيعة والثقافة.

على سبيل المثال، تعمل أعمدة الحجر الرملي الشاهقة في ميتيورا، والتي يصل ارتفاع بعضها إلى 300 متر، كمقاعد لأديرة العصر البيزنطي التي بنيت بين عامي 1200 و1600 ميلادي.

على الرغم من أن هذا الموقع الشهير قد حصل بالفعل على وضع التراث العالمي لليونسكو في عام 1988، فإن التصنيف الجيولوجي الجديد يشمل عجائب جيولوجية قريبة مثل تكوينات تافوني في كالامباكا، المعروفة بأنماط تشبه قرص العسل، والمحيط الحيوي المتنوع لجبال بيندوس، وهي منطقة مفضلة للمتنزهين.

وقال إليفثيريوس أفراموبولوس، عمدة ميتيورا: “يمكن للزائر أن يشعر بتجربة فريدة من نوعها في منطقتنا”. “خاصة بسبب الطرق الفريدة المؤدية إلى صخور ميتيورا المقدسة والقرى المخفية في جبال بيندوس الغنية بالحيوانات.”

لونغيان، الصين

تعتبر مدينة لونغيان في مقاطعة فوجيان، مركز ثقافة هاكا الصينية، وتشتهر بمبانيها المميزة على طراز المنازل المستديرة وشوارعها المرصوفة بالحصى.

لا يزال شعب الهاكا، الذي يعيش في هذه المنطقة متمسكا بتقاليد فريدة من نوعها، مثل مهرجان يو دا لونغ، حيث يؤدي السكان المحليون رقصة من خلال تشكيل تنين كبير، وكذلك مهرجان زو غو شي، وهو كرنفال محلي يتميز بالطباعة على الخشب وارتداء الملابس التقليدية من العصور القديمة.

وبالإضافة إلى التاريخ الثقافي والمعماري، تمتد الحديقة الجيولوجية أيضا إلى الغابة الطبيعية التي تحيط بالمدينة، وهي الغابة الأكثر كثافة في غرب فوجيان.

سيساعد التصنيف الجديد للحديقة في اليونسكو على حماية العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المستوطنة في المنطقة، بما في ذلك شجرة الطقسوس الصينية ونمر جنوب الصين، وجميعها موجودة في ظل جبل ميهواشان، المعروف باسم “الجبل الأم لمقاطعة فوجيان”

أرخبيل ساوث فين، الدنمارك

يعد أرخبيل فين، مثالا لما يسمى بمشهد العصر الجليدي “الغارق”، والذي نشأ عن الارتفاع الكبير في مستويات المياه العالمية منذ أكثر من 10000 عام. يُسمى أحيانا “حديقة الدنمارك” نظرا لتاريخه الطويل كموقع زراعي، فهذا الأرخبيل يضم حوالي 55 جزيرة وجزيرة صغيرة تقع في بعض من أفضل مياه الإبحار في العالم.

يمكن للزوار التنزه عبر الأرخبيل بواسطة المراكب الشراعية أو الذهاب للغوص لتجربة النظام البيئي البحري المهدد بالانقراض. توجد على الأرض الكثير من الفرص للمشي لمسافات طويلة واستكشاف ودعم شبكة المزارع المحلية الصغيرة عن طريق شراء بعض من المنتجات المحلية.

وقالت إلسبيث غيرنر نيلسن، رئيسة اللجنة الوطنية الدنماركية لليونسكو، إن “اليونسكو تدرج الحدائق الجيولوجية في القائمة فقط بعد دراسة وتقييم متأنيين للغاية لجميع وجهات النظر”.

وأضافت، “عندما ينجح أرخبيل ساوث فين، فهذا يعني أن المنطقة يمكن أن تمنحنا المعرفة عن الماضي والمستقبل. إنها تعطي الأمل ومثالا رائعا يحتذى به”.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

افتتاح جهاز الفحص الجيني لمرض الدرن بمستشفى الدامر

افتتحت وزير الصحة المكلف بولاية نهر النيل الدكتورة امل احمد مجذوب بمستشفى الدامر صباح اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا