الإثنين , يوليو 1 2024
أخبار عاجلة

لرفاق ما بعد الستين أوصيكم بالضحك

كثيرة هي الوصايا والنصائح الإرشادية اللازمة لمن تجاوز الستين قبل أن يتقدم أكثر في العمر. ومن بين تلك الوصايا وصية العالم والملهم بنجامين فرانكلين: “لا تعمل بعد سن (الستين) لأن المال لا يتيح لك معرفة نفسك، بل أجعل لنفسك الوقت للتعرف على ذاتك وقيمك الحقيقية، استثمر وقتك في الأنشطة الحقيقية التي تجلب لك السعادة والغاية فهذا سيحقق لك امتداداً حقيقياُ في الحياة. وهذه الوصية عملت بها شخصياً والتزمت بها بالفعل منذ ما يقارب العامين حينما قمت بتقديم استقالتي في 22 مارس 2023 من آخر عمل لي والذي كان بمنظمة عربية زراعية عريقة يديرها رجل همام وصديق وتسودها بيئة عمل صحية وروح زمالة صديقة، مع العزم على عدم الالتزام بأي عمل آخر مستقبلاً اللهم إلا تمتعاُ وتطوعاً.

تاريخ موجز لنشأة وتطور إدارة الغابات في السودان

• من الوصايا الأخرى اللازمة لكل ممن تجاوز الستين، المداومة على الفحوصات الطبية الروتينية، والانتظام في معاودة الطبيب، والمواظبة على أداء بعض التمارين الرياضية، والنوم مبكراً ولوقت كافِ. وأخيراً وليس آخراُ، الضحك. فهو مفيد للصحة العقلية، يقول الأطباء. وهو كذلك ينسي الآلام والأسقام ليعض الوقت. ولأن مبعثه ليس بالضرورة أن يكون فرحاً، فيمكن الضحك في كل الأحوال، كأن يكون لإخفاء مشاعر أخرى أكثر تعقيدًا كالخوف أو القلق مثلاً. والغضب، وإذا ضحكت غضباً فاجعل غضبك جميل ذي بسمتك، ومن البلية أيضاً ما يضحك.
• من نصائحي إليك، رفيق ما بعد الستين، أن تخصص وقتاً للضحك. ومن البشريات في هذا الشأن أن العالم جله قد خصص يوماً للضحك والابتسام، هو اليوم الأول من يوليو من كل عام، أي بعد يومين فقط من الآن، فلا تجعل المناسبة تفلت منك، خذ حظك من الضحك. أضحك فرفش وأنسى همومك وترحم على شرحبيل أحمد رحمه الله، وما أعظمه من فنان شامل.
• بدأت احتفالات العالم بيوم الضحك منذ العام 1994. وكانت البداية، كالعادة، من الولايات المتحدة الأميركية، من خلال ترويج المؤلف والفنان الغرافيكي “واين ريناجيل” لكتابه عن النكات. وإن كان تاريخ الاحتفال بيوم النكتة والضحك لم يمض عليه سوى ثلاثة عقود فقط، إلا أن النكات ذات نفسها سبقت هذا التاريخ بمئات السنين، حيث أكد الباحثون أن المجتمعات المعاصرة للحضارات القديمة استخدمت النكتة الشفهية للتخفيف من مصاعب الحياة وأتعابها.
• النكتة الأقدم في التاريخ هي نكتة سومرية عثر عليها في موقع أثري بجنوب العراق ويعود تاريخها إلى العام 1900 قبل الميلاد، وهي نكتة على شكل لغز يتعلق بغازات البطن. أما ثاني أقدم نكتة وثقها التاريخ فتعود إلى الحضارة الفرعونية في العام 1600 قبل الميلاد. وهي أيضاً على شكل لغز “هل تعرف كيف ترفه عن فرعون يشعر بالملل؟
• ومن نكات الأقدمين كذلك نكتة تتعلق بثرثرات الحلاقين، سأل حلاق البلاط الملكي جلالة الملك: كيف تريد قصة شعرك يا مولاي؟ فأجاب جلالته: في صمت.
• وسأل أحدهم القيادي الروماني ماركوس بورسيوس الملقب بكاتو الأكبر: ما بالهم لم يرفعوا لك تمثالاً كغيرك. فأجاب: أحب إليَّ أن يسأل الناس لِمَ لَمْ يرفعوا لي تمثالاً من أن يسألوا: لم رفعوا لك هذا التمثال؟
• روي عن المؤرخ الإغريقي الأصل الروماني الجنسية بلوتارك قوله عن صغار الناس في كبار المناصب إنهم كالتماثيل الصغيرة التي تضؤل في النظر كلما ارتفعت.
• قديما انتصر الملك الاغريقي “بيرهوس” على جيوش الرومان في معركة حدثت فيها مقتلة عظيمة لجيشه وفقد فيها كل قواده، فلما رجع الي بلاده ووقف خطيباً في شعبه مهنئاً بالنصر وصارحهم بقوله: “نعم! لقد انتصرنا ولكن إذا انتصرنا هكذا مرة أخرى قضي علينا”.
• من طرائف قديم الشعر العربي قول جحظة، الشاعر العباسي:
فقلتُ بخلت بالتسليم يقظى *** فجودي في المنامِ لمُسْتَهامِ؛
فقالتْ لي وصرتَ تنامُ أيضاً؟ *** وترجو أنْ أزورَكَ في المنامِ؟!
• للإنسان تعريفات عديدة. فقد قيل إنه حيوان عاقل، وقيل حيوان اجتماعي، وقيل حيوان سياسي، وأخيراً بعد نشوء علاقة التعايش بين الانسان والحاسوب وتأسيس علم السِبرانية (علم القيادة أو التحكم الآلي)، عرف البعض الإنسان بأنه حيوان سيبراني. لكن التعريف الأقدم هو تعريف أفلاطون للإنسان بأنه حيوان ذو رجلين وغير مغطى بالريش. فلما أخذ ديوجين الفيلسوف ديكًا ونتف ريشه ودخل به عليه ورمي به إليه وهو وسط تلاميذه ليحرجه بالقول: انظر لهذا الإنسان، اضطر أفلاطون إلى تصحيح تعريفه للإنسان بأن زاد عليه “ذو أظفار عريضة”!
• قيل بينما كان الحكيم طاليس خارجًا من مسكنه لرصد الكواكب؛ إذ مرَّ بحفرة عميقة فوقع فيها، فرأته عجوز فأخرجته منها، وهي تقول: أتزعم يا طاليس أنك تعلم جميع ما في السماء مع أنك لم تعلم ما تحت رجليك؟!
• قيل وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه ومدحه التماساً لمكافأة، ولكن الوالي بدلاً من أن يثبه على مدحه له باغته متسائلاً: ما بال فمك معوجاً، فرد الشاعر بغيظ: لعلها عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.
• من روائع الادب السياسي الساخر “طلب سجين من إدارة السجن تزويده بكتاب معين لمطالعته، وأعطاهم اسم الكتاب، فردت عليه إدارة السجن؛ بأن الكتاب المطلوب غير موجود لكن إذا أردت المؤلف فهو موجود بطرفنا!!
• من أكثر الكاريكاتيرات تداولاً كاريكاتير الفنان ” بيتر ستينر” في بداية انتشار الأنترنت، يظهر فيه كلب على كرسي وأمامه كمبيوتر وبجانبه كلب آخر يقول له: “في عالم الانترنت لا أحد يعرف أنك كلب”.
• أخيرا، روى صديق حكاية من مطار إحدى دول غرب أفريقيا، فقال إنه بعد أن دفع ثمن التذكرة مضاعفة لشركة الطيران ولضابط الحجز كذلك، فوجئ لحظة إعلان السفرية بالركاب يهرولون نحو للطائرة ولما وصلها وجد مقعده قد سبقه عليه راكب آخر، فاحتج لدى ضابط الحجز الذي لامه قائلاً: هل كنت تنتظر مني أن أجري من أجلك؟ وكذا حالنا أيها الرفاق، لا أحد منا ينتظر أحداً أن يجري من أجله ويمارس التمارين الرياضية، أو يعاود الطبيب أو يجري التحاليل الطبية نيابة عنه لكن بوسعنا أن نؤانس بعضنا ونتمازح ويضحك بعضنا بعضا.
• ختاماُ، كان عليه الصلاة والسلام يمزح، وكان حين يمزح لا يقول إلا حقا. وجزى الله القائل:
وما من كاتـب إلا سيفنى *** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء *** يسرك في القيامة أن تـراه ‏
جمعت مادة هذه المقالة من مصادر عدة؛ تضرعاتي بحسن الخلاص؛ وتحياتي.
عبد العظيم ميرغني

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نحنا دايرين رئيس/ة وزراء الكتروني/ة

عنقاء النيل رندا عطية صحفية سبرانية عايز اقول لك.. ولا سيبك اقري احسن.. في الجريدة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا