في حادثة تُعد الأغرب من نوعها، اصطدمت طائرة ب “توك توك” على مدرج ترابي بولاية القضارف في شرق السودان، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة 12 شخصًا، إصابات متفاوتة، وسط دهشة وذهول سكان المنطقة.
ونقلت مصادر محلية أن الحادثة المأساوية وقعت يوم الجمعة، عندما اصطدمت طائرة رش من طراز ST-CPJ ب “توك توك” يقلّ عمالاً لحصاد السمسم، وذلك أثناء هبوط الطائرة على المدرج الترابي بمنطقة الفشقة الكبرى بولاية القضارف.
وقد أسفر الاصطدام عن وفاة أربعة أشخاص كانوا على متن ال “توك توك”، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، حيث نُقل أحدهم إلى مستشفى كسلا لتلقي العلاج، بينما نجا قائد الطائرة الأوكراني ومعاونه وسائق ال “توك توك”.
من جانبه، أوضح عمار عبد الله، المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف، أن الطائرة كانت في مهمة لمكافحة آفة الطيور. وأثناء اقترابها من الهبوط، ظهر ال “توك توك” على المدرج بشكل مفاجئ وكأنه خرج من العدم، ما أدى إلى وقوع الاصطدام غير المتوقع.
إلى ذلك أثارت هذه الحادثة الاستثنائية تساؤلات حول الظروف التي أدت إلى وقوعها، مما يجعلها محفورة في ذاكرة المنطقة ليس فقط كمأساة إنسانية، بل كواحدة من أغرب حوادث الاصطدام التي شهدتها البلاد.
وأكدت مصادر موثوقة أن أضراراً جسيمة لحقت بجناح الطائرة الأيمن ومروحتها الأمامية، بينما نجا طاقم الطائرة بالكامل، بما في ذلك قائد الطائرة الأوكراني الجنسية، ومهندسها السوداني، ومفتش الوقاية وسائق ال “توك توك”، دون أن يُصابوا بأذى.
أين تقع منطقة الفشقة؟
تعتبر منطقة الفشقة الواقعة شرق السودان، جزءاً من ولاية القضارف، وتمتد على طول الحدود السودانية الإثيوبية لمسافة 168 كيلومتراً، وتغطي مساحة تقدر بحوالي 5700 كيلومتر مربع. هذه المنطقة المميزة تتخللها عدة أنهار، من أبرزها نهر باسلام (أو السلام)، ونهر سيتيت، ونهر عطبرة، مما يجعلها تبدو كأنها شبه جزيرة طبيعية
تحدها من الشمال ولاية كسلا ومحلية البطانة، بينما تجاورها من الشرق محلية القضارف” التي تحمل الولاية اسمها” ومحلية القلابات الغربية. من الجهة الإثيوبية، تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي، مما يجعل الفشقة نقطة استراتيجية بين البلدين.
بمساحة تقدر بنحو مليوني فدان، تعد الفشقة من أخصب الأراضي الزراعية في السودان، ما يجعلها من الموارد الثمينة للزراعة في البلاد. وتنقسم لثلاث مناطق؛ الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى، والمنطقة الجنوبية