كتب سيف الدين احمد ايكوسودان نت
على مدى عام ونصف استمر تدفق اللاجئين السودانيين إلى دولة أثيوبيا عبر معبر “القلابات” الحدودي منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام ٢٠٢٣م و عاد بعضهم مرة أخرى إلى البلاد منتصف العام الماضي ٢٠٢٤م، في رحلة هي الأسوأ في تاريخ “اللجؤ الجماعي” بعد تدهور الأوضاع الأمنية في أقليم الأمهرا الأثيوبي وتكبدهم الكثير من المعاناة والمشاق وفقدهم لأرواح عزيزة وتشتتهم مرة أخرى، فيما فضّل بعضهم البقاء والتعايش مع الواقع الجديد الذي تفرضه المليشيات المسلحة وعصابات “الشفتة”، في وقت تقف فيه الحكومة الأثيوبية موقف المتفرج لحل قضية اللاجئين السودانيين التي ما زالت تملأ الأسافير وألغت بسببها منظمة شؤون اللاجئين (unhcr) التابعة للأمم المتحدة معسكرين في ذات الإقليم الذي يعاني من اضطرابات أمنية مستمرة، ولكن اصرّت أثيوبيا على تمسكها بمسألة إيواء اللاجئين بإقامة معسكر (افتيت) الذي يبعد عن الحدود بين البلدين بحوالي ٣٥ كلم تقريبا ولم يسلم هو الآخر من حوادث القتل والنهب المسلح للاجئين التي ينفذها مسلحين خارجين عن سيطرة القانون في إقليم أمهرا كلما سنحت لهم الفرصة.
دموع وحسرة
لقد تعلّم هؤلاء اللاجئين كثيرا من الدروس والعبر في هذا الرحلة المليئة بالألام والدموع والحسرة والندم على ما مضى مقارنة بما آلت إليه أحوالهم بعد اندلاع الحرب، ولكن مع ذلك استمر تدفقهم إلى شرق البلاد ومنها إلى دولة أثيوبيا طوال هذه الفترة قبل أن تقل حركتهم بصورة كبيرة منتصف العام الماضي ٢٠٢٤م، ما أدى إلى عودة أعداد كبيرة منهم “قسراٌ” إلى البلاد مرة أخرى رغم استمرار الحرب، وتعايشهم مع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
الرحلة الأولى
تعد هذه الرحلة الأولى لعدد كبير من السودانيين الى أثيوبيا التي لم يعرفوا عنها الكثير إلا من خلال ألاف الأثيوبيين الموجودين في مختلف أقاليم السودان منذ سنوات طويلة، ولكنها لم تكن الأولى بالطبع لدى البعض من سكان أقاليم ( دارفور _ جنوب كردفان _ النيل الأزرق) الذين نزحوا إلى العاصمة الخرطوم في أعوام سابقة بسبب الحرب جراء الصراعات المسلحة بين الجيش والحركات المسلحة من جهة، ومجموعات النهب المسلح والتصادمات المسلحة بين القبائل من جهة أخرى، حيث لجأ بعضهم إلى خارج السودان، ولكن تظل المعاناة الشديدة والإهمال الكبير في معسكرات “أثيوبيا” هما القاسم المشترك بين جميع اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، إضافة إلى الجنسيات الأخرى الذين دخلوا معهم من الأفارقة، العرب والآسيويين.
خيبة الأمل
خلال لجوئنا إلى أثيوبيا أدركنا أصالة شعبنا النابعة من أرثه الحضاري منذ ألاف السنين، وتفرده في التعامل الإنساني الراقي وتأدبه مع الغرباء إن كانوا لاجئين أو عابرين أو زائرين أو غيرهم على مر السنين، حتى أصبحت بلادنا الملاذ الآمن والحضن الدافئ لملايين الأجانب من عدة دول لاسيما دول الجوار و الجارة أثيوبيا التي فشلت بمعنى الكلمة في الحفاظ على حياة وأمن واستقرار اللاجئين السودانيين في أرضها بإقليم أمهرا حينما اجبرتهم على البقاء في مكان مضطرب لا يزال يعاني من ويلات الحرب وهجمات العصابات المسلحة للمدنيين مع حلول الظلام وفي وضح النهار، وعلى النقيض من ذلك الحماية الكبيرة والمعاملة الكريمة التي يجدها اللاجئون الأثيوبيين في السودان، حيث كان من المتوقع أن تكون المودة والتسامح واللطف الذي نُعامِل به كل وافد إلى بلادنا، حاضرة على أقل تقدير، ولكن خيبة الأمل كانت هي العنوان الأبرز في هذه القصة.
(نواصل)
Hi there it’s me, I am apso visiting this web page regularly, this weeb site iis actually goold aand the visitors arre really sharing fastidious thoughts.