الإثنين , أبريل 29 2024
أخبار عاجلة

خريف جوبا!! كتابات أحمد الشريف

في الخرطوم تنادى فرقاء الجنوب في يوم خريفي أخذ حرارة الصيف القائظ.. وفي سماء جو زخات رذاذ السماء غسلت حزن أعوام خمسة كالحات.. تنادوا واجتمعوا وتحاوروا لأكثر من (40) يوماً.. إلى أن توالفت قلوب قادة الجنوب.. فوقعوا جميعاً حكومة ومعارضة مسلحة وسلمية على الاتفاقية التاريخية والشهود كان قادة الاقليم الذين شرفوا الخرطوم وشرفوا قارتهم الأم.. بأنهم سائرون على درب الآباء الذين قادوا افريقيا إلى التحرر.. كنياتا وسكينوري ولوممبا.. ونابريري.. ونكروما.. وبيلو وهبطوا الخرطوم وفرح يملأ جوانحهم مبدداً الحزن.. فالاتفاق الجنوبي- الجنوبي- اسدل ستار الأزمة التي دامت (5) سنوات.. عجاف أكلت الأخضر واليابس وخلفت الموت والدمار والخراب والتشرد.. كان شهوداً لحظات توقيع الاتفاق موسيفيني رأس الحربة في مفاوضات الخرطوم.. وأهورا رئيس كينيا نجل (الأسد) جومو القيادي التاريخي في استقلال كينيا والرئيس كاقالي رئيس الاتحاد الافريقي رئيس رواندي أحد الذين عرفوا قذارة الحرب.. وقيلي رئيس جيبوتي وميكنت نائب رئيس الوزراء الاثيوبي ورئيس وزراء الصومال مندوب الرئيس الصومالي قرماجو وجاءت الايقاد وممثلو الترويكا ونفر كريم من أبناء الجنوب الكل جاء ليشهد الاتفاق الذي جاءت مبادرته من الرئيس البشير وقبلها الرئيس سلفاكير والتقطتها الايقاد.. فكان ماراثون صعب المسالك ومتعرج الدروب.. بصبر وحكمة وحيادية انتصرت فيه الإرادة السودانية.. الممثلة في شخص الرئيس ووزير الخارجية الدرديري محمد أحمد اللاعب الماهر الحاذق الذي قاد فريق الوساطة مع مساعديه عوض بن عوف وزير الداخلية والفريق صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات.
* فالخرطوم لم تقم بهذا العمل رغبة في مطمع ولا مغنم إنما قامت به هو من صميم مسؤوليتها نحو أخوتها في الجنوب.. فلا أحد اقرب لجوبا من الخرطوم.. فالجفن من العين.. والعين من الجفن.. فهي الاحرص على استقرار الجنوب.. فاستقراره.. استقرارها.. ولا عاش من يفصل بين الشعبين الجنوبي والشمالي.. فالانفصال ما هو الا انفصال سياسي.
* فاعلان الاتفاق الذي سينتقل من بعد الخرطوم إلى نيروبي للمصفوفة المتعلقة بقضايا العدالة الانتقالية والخدمة المدنية والقضاء وموضوعات الثروة والموارد يكون قد انهى الحرب ووضع خريطة الطريق.. للسلام.. الذي لا اشك أبداً أنه سينزل على الجنوب من الرنك إلى نمولي.. ومن فشلا إلى رمبيك.. فجوبا قد خرجت مسيراتها مرحبة بالاتفاق.. ومكتب تعبان دينق النائب الأول للرئيس سلفاكير اعلن تنحيه للدكتور مشار.. فهذه واحدة من مؤشرات نزول الاتفاق على أرض الواقع.. بشارة زخاتها نزلت عافية في جسد الجنوب.. المعلول بفيروس الحرب اللعينة.. فاتفاق الخرطوم.. استئصال الفيروس واجتثه بمشرط فرقاء الجنوب.. احباب اليوم.
* فالخرطوم التي رعت الاتفاق.. كسبت حسن الجوار مع دولة الجنوب.. وأظن أن اعلان الرئيس سلفاكير رغبته في حل قضية المنطقتين- النيل الأزرق وجنوب كردفان- تأكيد على أن علاقة جديدة بين الخرطوم وجوبا صنعتها الاتفاقية.. وحتى مشكلة (أبيي) ستحل بالحوار بين الدولتين حسب ما صرح الرئيس سلفا.. فالخرطوم كسبت ثقة الجنوب.. فحتى بعض القادة من أبناء الجنوب الذين كانوا ينظرون للخرطوم كعدو.. قد تغيرت نظرتهم تجاه الخرطوم.. فهذا لعمري مكسب تأتي أهميته بعد وقف الحرب في الجنوب وأظن أن توجيهات الرئيس سلفاكير للحركات المسلحة المتواجدة في الجنوب.. بالاتجاه نحو الحوار مع الحكومة مكسب لاستقرار السودان.. فالحركات المسلحة التي كانت تعول على الأحداث المتوترة في الجنوب والاصطياد في الماء العكر.. قد خاب أملها فمن بعد التوقيع على الاتفاقية التاريخية لسلام الجنوب.. فلا طريق للحركات إلا الانضمام لمسيرة السلام.. المسيرة التي لا توصد أبوابها في وجه كل من يريد سلاماً واستقرارا للسودان فكل خريف وجوبا.. ضاحكة ومستبشرة وفرحة وآمنة مطمئنة.. تظللها غمائم السلام والمحبة ويدثرها النماء والازدهار ليعوضها ما قد فات وجوبا مالك عليّ.. جوبا شلتي عينيا.
والله المستعان

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا