ثالثة الأثافي
د. عبد الماجد عبد القادر
نحن ورانا أيه ؟!!
من طرائف الدبلوماسية “ومقالبها” ما يحكى عن أن هناك نظرية اسمها “المثانة المليانة” وتتمثل في أنك لو كنت مديراً أو مسؤولاً دبلوماسياً وتتوقع أن يأتيك شخص مفاوض أو أشخاص للحوار حول أمر هام وحساس يمكنك أن تمارس معهم لعبة “المثانة المليانة” على النحو التالي:-
أولاً:- تقوم بوضع الشخص أو الأشخاص المفاوضين في قاعة الاستقبال لمدة طويلة طويلة جداً… وتحرص أن يكون الاستقبال مزوداً بعدد كبير جداً من مكيفات الهواء “الأسبيليت” والتي تجعل درجة الحرارة أقل من عشرين درجة مئوية.
ثانياً:- يقوم العاملون بعرض أنواع من المياه الباردة والمشروبات المدررة للبول مثل القهوة والنعناع والقرفة بتكرار ممل والأفضل من كل ذلك تقديم أنواع مختلفة من مشروب الشعير “بدون كحول طبعاً”
ثالثاً:- أن تترك الضيف أو الضيوف ينتظرون مدة طويلة لا تقل عن ساعتين أو ثلاث ساعات واذا استطعت أن تطلق أنواعاً من البخور والروائح المدرة للبول يكون ذلك مفيداً جداً… وهناك أصوات مدرة للبول يمكن إطلاقها عبر أجهزة تسجيل مثلاً خرير المياه وسقوطها في شكل نقط متصلة.
رابعاً:- على الجهاز العامل مع المسؤول في المكتب التأكد من أن الضيف أو الضيوف لم يخرجوا من غرفة الاستقبال الباردة ليستعملوا أي تواليت في الخارج ومنعهم من الخروج بحجة الحفاظ على النواحي الأمنية والإنضباط و “الديسيبلين” وان يتم شغلهم كل ربع ساعة بأن المسؤول خلاص جاييهم… ويكون من الأفضل تشغيل جهاز فيديو يظهر الحمامات بشكل متكرر… وبعد مرور ساعتين يكون الضيف قد “انزنق” زنقة العدو وشعر بالحاجة إلى التبول الارادي واللاإرادي… وعند ذلك يمكن إدخاله للتحدث مع المسؤول وهو “مزنوق” و”محروق” ومثانته مليئة بالمياه وبعضهم قد يظهر وهو يتلوى ويحرك رجليه وأوراكه ذات اليمين وذات اليسار في إشارة منه إلى “الزنقة الشديدة”
وبالطبع سوف لن تستغرق المحادثات زمناً طويلاً حيث أن الرجل أو الرجال سوف يحاولون الاختصار بأسرع وقت ممكن استعداداً للخروج وسيكون مزاجهم غير منفتح لتناول مواضيع متشعبة وسيكونون غير راغبين في المغالطات والأخذ والرد.. وفي هذه الحالة “حالة المثانة المليانة” يمكن للطرف الآخر أن يجعل المحاورين يقتنعون ويقبلون بالمقترحات التي يطرحها ودون تردد.
ذكرنا هذه الطرفة بمناسبة أن حكومة السودان ربما تدخل قريباً في مفاوضات مع “المتمردين” و “وناس الحركات” لإقناع بعضهم البعض باللحاق بموضوع الحوار .. أو بالعودة “مرة ثانية” لما تركوه من مناصب ومكاسب … وبما أن معظم أهل المعارضة وزعماءها من كبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة فربما كانت نظرية “المثانة المليانة” من أفضل الطرق للتفاوض معهم وربما أن “المزنوق” قد يوافق على منصب “معتمد” بدلاً من منصب “والي” إذا كان “مزنوق نص نص” وقد يوافق على منصب “وزير دولة” بدلاً من “مساعد” إذا كان مزنوق للطيش .. وأما إذا كان مزنوق خالص فربما رضي “بأي حاجة” بدل “الحوامة” في بلاد الخواجات ونحن ورانا أيه ….
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …