حذر حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان من دخول القوي المعارضة لحشد تأييد الرئيس البشير يوم الاربعاء وعرض الحوار مع قادة المتظاهرين، وأبدي استعداده للجلوس مع قادة الاحتجاجات ومحاروتهم فيما يتعلق بشئون حكم البلاد، فيما هدد حزب المؤتمر الشعبي بالانسحاب من الحكومة حال استمرار قتل المتظاهرين ومنع الاحتجاجات السلمية.
وقال نائب الامين السياسي للمؤتمر الوطني د. محمد المصطفي الضو في المنبر الدوري للمركز القومي للانتاج الإعلامي، ان عهد الثورات التى تورث الخراب والدمار وتؤدي الى تفكيك الدول وتحول شعوبها الى لاجئين ونازحين قد انتهى.
وأكد ان العهد الجديد هو عهد الحوار مقرا بوجود جيل في السودان غير منتمي ومتطلع واطلق عليه “جيل شبكات التواصل الاجتماعي” ويحتاج الى عناية خاصة، وحذر من ان هذا الجيل اذا قام بفعل طامة كبري ربما لا ينجو منها احد لانه جيل ليس لديه معايير يقيس بها ويمثل خطر على الأمن القومي.
وأبدي استعداد الحزب للجلوس مع قادة الاحتجاجات ومحاروتهم فيما يتعلق بشئون حكم البلاد.
وحول مليونية السلام التى ينظمها احزاب الحوار بعد غد الاربعاء لدعم الرئيس البشير، قال انه متوقع ان يشارك فيها عدد كبير من انصار الحزب وربما لم تسع لهم المساحة، وحذر من دخول القوي المناوئة من دخول الحشد، وان من دخلها يتحمل مسؤولية ما حدث له لاننا سنعتبرها محاولة استفزاز.
وقال الضو “تحصلنا على تصديق من السلطات للحشد” وحذر من يحاول التخزيل من الحشد او يعترض طريقه يكون قد ارتكب خطا كبيرا.
وكشف عن معلومات جديدة حول الخلية التخريبية التى ضبطت مؤخرا وقال ان عددها أكبر من الذى ضبط وانها متربطة بخلايا خارجية وحول الاصابات وحالات الوفيات بالمظاهرات قال ان بعض منها تم قتلهم بالسواطير.
وشكك في اصابات بعض المتظاهرين بالرصاص الحي، مشيرا الى ان فيديو اصابة المتظاهرين في الراس قامت بانتاجها شركات عالمية متخصصة واستغرب من تمكن احد المصابين في الراس عن الادلاء باسمه واضاف ” انا ذهبت كل المستفشيات بالخرطوم ولم اجد مصاب بهذا الاسم وصل اليهم”.
واتهم ضلوع خمس شخصيات في تحريك الاحتجاجات بالتمويل والتنظيم واتهم بعض القنوات الفضائية بتاجيج الوضع.
وأعتبر اي محاولة للخروج عن وثيقة الحوار ردة، وقال السلطة ينبغي ان يتم تداولها سلميا عبر الانتخابات، واي دعاوي استباقية الى اسقاط النظام مرفوضة وعلى القوي السياسية ان تنتظر الانتخابات والشعب هو من يقرر من يحكمه.
وجدد اتهام الحزب الشيوعي بالتورط في حرق دور الحزب اثناء الاحتجاجات وقال نحن سحبنا عضويتنا من الدور ووجهنا بعدم اعتراضهم للمتظاهرين حتى لا يستغل مقتل احد بدارنا وقال سحبنا عضويتنا عن قصد تحوطا من حدوث صدام وقتل وفضلنا ان تحرق الدار بدلا من ان يقولو قتل شخص داخل حزب المؤتمر الوطني.
ومن جانبه رفض حزب المؤتمر الشعبي قتل المتظاهرين وضرب الشباب والفتيات في الاحتجاجات وطالب المؤتمر الوطني بالكف عن قتل المتظاهرين واعتقالهم، ودعا الى السماح بالمظاهرات السلمية.
وقال القيادي بالمؤتمر الشعبي ادريس الكناني، في المنبر الدوري للمركز القومي للانتاج الاعلامي، يمكن ان ننسحب من الحكومة في اي وقت لاننا لسنا في زواج كاثولييكي مع المؤتمر الوطني اذا لم يلتزم بالكف عن دماء الناس والانصراف الى ضرب الفساد وادارة شئون البلاد بنزاهة.
وأشار الى الانتخابات من غير حرية لن تنفع في ظل قتل واعتقالات، منتقدآ سماح المؤتمر الوطني لانصاره بقيام تجمع مؤيد ومنع الاخرين.
ونوه الى ان المتظاهرين لديهم قضية ولابد من التحاور معهم ولا يوجد دين في العالم يكبت الحريات ويجوز قتل الناس وعلى المؤتمر الوطني السماح بالمظاهرات السلمية ووصول الموكب السلمي الى القصر وتسليم المذكرة.
ونصح القيادي بالشعبي بالغاء لقاء دعم البشير الذي ينظم غدا الاربعاء لان ذات المتظاهرين قد ياتوا الى اللقاء، مؤكدآ ان حزب المؤتمر الشعبي لن يشارك في اللقاء وطالب احزاب الحوار بعدم التحدث باسم المؤتمر الشعبي.
وقال القيادي بحزب التحرير والعدالة تاج الدين نيام، ان الوضع الحالي في السودان اشبه بمرحلة ما قبل الاستقلال، مضيفآ ان الاستقرار لن ياتي الا بالجلوس والمناقشة.
وقال ان الحوار الوطني بالنسبة لهم التزام وعهد ولن يتخلوا عنه، وأن الحديث عن خارطة اخري غير الحوار غير مقبول واضاف “اشكالات السودان كلها بسسب عدم الصبر”
وأكد انهم يأيدون اسقاط المؤتمر الوطني لكن بالانتخابات، مشيرا الى ان المؤتمر الوطني يمثل السودان كله ويمثل الدولة السودانية.
واتهم نيام، استغلال القوي السياسية المعارضة للأوضاع الاقتصادية وتحويل الاحتجاجات الاقتصادية الى سياسية، مقرا بأن البلاد تعيش واقع اقتصادي مأزوم وأدى ذلك الى خروج مظاهرات تلقائية وهنالك من حولها الى سياسية