الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

( علي نفسها جنت براقش)

كنا طوالنا السنين الحالكات دموعنا تجري وتنهمر ولكنها الي الداخل لأنها عزيزة ، تحكي عزة شعب وهوان أمة عبث بها من عبث في غفلة الزمان  ، فتراكمت الدموع الحري في باطن الأرض تنادي ومن أضابير تاريخ تليد تتزود ومن جينات الأحرار تأخذ ترياقها ، فكانت تسعي فوق الأرض بين الناس بساعي بريد لا يحمل المن والسلوي ولكنه يذكر الإنسان بإنسانيته ويحكي عظمة النيل الخالد ويسأله عن تاريخ سحيق كيف كان ، كنا نمشي الهويني بين الناس تعلونا البسمة ولم يبقي في جسدنا إلا ضربة سوط أو أثار سجن حتي أصبح وشاح علي جسد رئيس حزبنا وتكسرت علينا النصال علي النصال فلم يمر بنا الجزع ولم يطوف بنا خيال العجز ولا سحائب الإنكسار الخلب ، فكنا سحابة مزن وغمامة ظل وحمامة  تهدي الطرقات تحية ، وكنا في الأسواق حضور نحمل آلام شعبنا وآمال شعبنا ، كنا علي يقين بأن الشمس خلف ذاك الكثيب الواهن ، وكان رسولنا يسعي بين الناس في حلهم وترحالهم بين ديرهم وجوامعهم في كنائيسهم ومساجدهم مذكرهم أن الله في الأعالي وأن في الدنيا السلام  وان الوطن للجميع وأن كرامة الإنسان سر وجوده ، فلم نلتفت للذين سلقونا بألسنة حداد ، وكنا نعلم أنها خطي كتبت علينا وطريق الأشواك حتما ينتهي بالأشواق ، لم نطلب جزاء ولا نريد شكورا من أحد ولا نعمل من أجل أحد بل هو واجب مقدس فيه معني الحياة ومراقي الإنسانية كما أرادها الله ، فكانت مسيرتنا لم تلتفت لممبته ولم تسمع لمثبط وتحصنت من ساقط القول ،  وكلاب ضالة تنبح وذئاب تعوي وهر يحكي أنتفاخة الأسد ، كما عناه القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر ، وقافلتنا وحاديها لا تلفت لنبيح كلب أو عواء ذئب ، ووضعت  موازينها القسط وحزمت كنانتها وربطت أمرها ووطنت نفسها في موطن الوغي ، ولما قيل لها أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فما زادهم ذلك إلا عزيمة وإصرارا واستكبار ، فكنا نمشي علي النور بل نحمله بين جوانحنا وجوارحنا ، حتي ولجنا شفق الصباح ، ومازال الرجرجة والدهماء والذين يطفئون الحريق بدون دعوة من داع  يمكرون  مكرا كبارا ، فيرتد عليهم مكرهم حزنا عندما يعرف الناس سواءاتهم وسوء مخبرهم  فيعز عليهم السامع حتي أن عابر الطريق يضع أصابعه علي أذانه ، فمتي يعرفون أن هذه الأرض تنبذ فكرهم وتأبي فكرتهم أم متي يعون وهم لا يجدون نصيرهم في داخل بيتهم ، لأن بنيانهم كان علي جرف هار وبيتهم أهون من بيت العنكبوت ، علهم يفهمون أو يدركون أن المكان ضيقا عليهم وأنهم لا يجدون موطء قدم حتي يلج الجمل في سم الخياط ، فنحن من وسط شعبنا خرجنا وبينه نسعي ونعيش وله خدام وأمره مطاع ، نمشي مع المشئية الإلهية ونعلم أن كل صرخة مصب نهرها السكون وفي معيتنا أرواح الشهداء وهتافهم ماذا في الأذن ودمهم في باطن الأرض ينادي ، ونقول لهم بلغوا الآباء والجدود وأغروهم السلام بأننا لم نبلغ المرام لكننا نسعي ولا تسقط الراية من أيدينا بل نسقط دونها ، ولن ولم نكن في سيرة وتلك لعمري تنتهي ببيت أحد الزوجين ، ولكننا في مسيرة ديمومة وصيرورة  نضعها خطي وقع حافر علي حافر فوق أثار الشرفاء نسير بكبرياء حني نكتب علي الدنيا السلام وفي الناس المسرة ويكتمل مثلث الأنسانية كما رفع عمادها رموزها ولذلك كنا ومن أجله خلقنا ، وعهدا قطعنا سنمشي علي الدرب ولن ولم نرجع من منتصف الطريق ولو كان تحت اخمصنا الحشر .

كتب محمد عثمان

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا

أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا