بقلم / أحمد المكي محمد أحمد
الانظمة الحاكمة دكتاتورية كانت او ديمقراطية هي دائما تسعى جاهدة لتصبغ المناهج بفلسفتها على امل ان تحقق طموحاتها وامانيها السياسية،وان تعرض فكرها من نافذة المناهج، وهذا ما يحدث في عالمنا هذا، و بالطبع وعلى سبيل المثال، لا يعقل ابدا إذا كان النظام الحاكم شيوعيا ان تكون مناهجه إسلامية؛ كما لا يقبل على الإطلاق إذا كان النظام الحاكم إسلاميا ان تكون مناهجه قائمة على مذاهب الفكر الشيوعي.
و لكن إذا كان المجتمع على درجة عالية من الوعي السياسي والحس الوطني الخالص والديمقراطي الحقيقي، وكانت الحكومة ديمقراطية، فمن حق الشعب ان يضع بصمته في المناهج وان تراعى في كل مناهجه فلسفة المجتمع باسره مع التسلم بفلسفة النظام الحاكم (وجهة نظره) التي يقرها المجتمع ويقبل بها وبشرط عدم تعارضها مع فلسفته (وجهة نظره).
وبما ان السودان الآن يمر بمرحلة ديمقراطية حديثة، فلا خوف على المناهج، ومن حق المجتمع ان يضع مناهجه التي تحقق امانيه وطموحاته
ولكن ، كيف يكون ذلك؟
يكون كالآتي:
لا يترك امر المناهج لشخص واحد ليفرض فكره على مجتمع متنوع الثقافات واللغات،
ولا يترك الامر للجان تسميها الحكومة وتطلب منها وضع المناهج في فترة زمنية وجيزة ثم تفرضها على المجتمع، ولكن لابد ان تشترك كل فئات المجتمع في وضع المنهج، ويمكن ان يتم ذلك بالتشاور مع كل فئات المعلمين. والمعلمات وعلماء الدين والنفس والاجتماع والقانون والثقافة والإقتصاد والآدباء والفنانين والسياسيين ورجال الفكر وقادة التربية واختصاصيي المناهج وطرق التدريس من داخل وخارج السودان، والآباء واولياء امور التلاميذ، و يتم ذلك عبر ادوات البحث العلمي من استبانات
ومقابلات و…إلخ،
احمد المكي محمد احمد (باحث
تربوي ، اختصاصي مناهج وطرائق تدريس)