*الحلقة الأولى*
*مستشفى سرطان الأطفال: أين ذهبت المجانية.. وما هي حقيقة التجاوزات المالية؟*
*اتّهامات مُتبادلة بين المدير المالي السابق والمدير العام للمشروع والمستندات الفيصل*
*تشكيل مجلس أمناء يترأسه المشير سوار الذهب ومريم الصادق وأشرف الكاردينال*
*وزارة الصحة نزعت المشروع ومع ذلك التبرُّعات مُتدفِّقة*
*المدير المالي السابق: أدخلوني السجن بتُهمة ملفقة والقضاء السوداني برّأني*
*لماذا صمت صحفيون كبار يضمهم المكتب الإعلامي حتى الآن؟!*
*المدير المالي السابق: كتابات حيدر أحمد خير الله حول المستشفى مؤخراً هل صحوة ضمير أم؟!*
*تحقيق: نشوة أحمد الطيب*
كشف المدير المالي السابق لمشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان (7979) عبد العزيز إبراهيم حسن محمد، عن تجاوزات مالية وإدارية بالمشروع، الذي كان تحت إدارة جمعية بت البلد الخيرية المحلولة، التي ترأستها ليلى محمد علي زوجة النائب الأول للرئيس السوداني المخلوع عمر حسن أحمد البشير، بكري حسن صالح، برفقة نساء الدستوريين بنظام الإنقاذ البائد.
وقال عبد العزيز لـ”السوداني الدولية”، إنّه كان مديراً على ورق ومنزوع الصلاحيات، وأوضح أنّ قيمة التجاوُزات المالية كانت مبالغ مليارية ضخمة متمثلة في ودائع مليارية قدرها (10.206.559) جنيهاً (عشرة مليارات ومائتين وستة وخمسمائة وتسعة وخمسين جنيهاً سودانياً)، والعديد من السيارات التي تبرّعت بها البنوك والمصارف، وأضاف أن وزارة الصحة الولائية نزعت المستشفى من الجمعية نتيجة لإبرامها تعاقدات مالية باطلة، إلا أنها ظلّت تعمل في المشروع على الرغم من ذلك، وقال عبد العزيز إنّ إدارة المشروع أودعته السجن بتُهمةٍ مُلفقةٍ، إلا أنّ القضاء السوداني برّأه بتاريخ 31 ديسمبر الماضي، وأكد أن المكتب الإعلامي للمشروع يضم صحفيين كباراً من كُتّاب الأعمدة ما زالوا يقتاتون من خلفه ويصمتون عن ملفات فساده، وأنّ إعلانات استقطاب الدعم ظلت تُبث على القنوات التلفزيونية حتى قريب، واصفاً إيّاها بأكبر عملية احتيال للشعب السوداني تقودها جمعية بت البلد المحلولة بـقانون التفكيك وإزالة التمكين، وأنّه لا يزال المُواطن في انتظار مُستشفى سراب ووهم كبير.. والمدير العام للمستشفى اللواء ركن معاش الطاهر عبد الله محمد صالح ينفي ما جاء من اتّهامات مُوجّهة، إلا أنّ موظفي مشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان، يُؤكِّدون على صحة ما صرّح به المدير المالي السابق للمشروع….
تفاصيل وأحداث مُشوّقة تجدونها في الحلقة الأولى لخبايا مشاريع جمعية بت البلد الخيرية:-
مدخل
بَدَأ المدير المالي السابق لمشروع المُستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجّان (7979) عبد العزيز إبراهيم حسن محمد، في سرد تفاصيل أكبر عملية احتيال للشعب السوداني تمت، وما زال في تاريخ المُنظّمات الخيرية السودانية كما جاء على لسانه قائلاً: إنّ المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان (7979) ، مستشفى خيري مجتمعي، تتكوّن موارده المالية من تبرُّعات الشعب السوداني داخل وخارج السودان، وتُدار أمواله بطريقة مُنظّمة وواضحة تحفظ حقوق الداعمين حسب لوائح وقوانين قانون تنظيم العمل الطوعي والإنساني، وأضاف عبد العزيز أنّ المشروع بدأ كفكرة عام2017م ولم تكن تربطه علاقة مُسبقة به، وأنه قد تعرّف عليه عن طريق المنسق العام السابق للمشروع د. أحمد الشيخ وهو صديقه المُقرّب الذي عرض عليه العمل بالمشروع، مُؤكِّداً أنّه رفض في بادئ الأمر، لا سيما وأنّ المشروع في بداياته الأولى لا موارد له، إلا أنه وافق في نهاية الأمر بعد أن أكد له أحمد الشيخ أن المشروع موعودٌ بموارد مالية ضخمة، وأنه لن يستطيع منح هذا المنصب الحساس إلا لشخص ذي ثقة، حينها وافقت على العمل معه بعد أن كنت أعمل مديراً مالياً لإحدى شركات المواصلات والنقل البري الخاص .
حَديثٌ مُفصّلٌ
واصل عبد العزيز حديثه لـ”السوداني الدولية” قائلاً: إن جمعية بت البلد الخيرية المُكوّنة من نساء الدستوريين في عهد نظام الإنقاذ البائد، أبرمت عقداً مع وزارة الصحة بولاية الخرطوم، تم بموجبها منحهم مبنىً تحت التشييد مكوّن من 6 طوابق بالقرب من مستشفى جعفر ابن عوف، بعد أن عجزت الوزارة في إكماله منذ أكثر من ثماني سنوات، ونص العقد على أن تقوم المنظمة بإكمال المبنى في فترةٍ لا تتجاوز العامين منذ توقيع العقد، وإلا سوف يُنزع في الحال وهو المبنى الذي خُصِّص لمشروع المستشفى، وعبر العلاقات الخاصة للمُنسِّق العام للمشروع، بدأنا العمل بواسطة أحد أصدقائه العراقيين الذي قام ببناء قاعة ضخمة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية الحديثة، وتمّت تسميتها باسمه قاعة (عبيد عليان)، وواصل المُنسِّق العام في عمل اتصالاته الخاصة على النطاق الضيِّق للتبرُّع والمُساهمة، وبعد ثلاثة أشهر من صافرة البداية، قمنا بتأسيس إدارة إعلام للمشروع يَقُودها مُتطوِّعون دُون رواتب أو أُجور، والتّعامُل مع بعض الشركات الإعلانية التي سَاهمت بدورها بطباعة اللوحات والمُطبّقات الإعلانية، وبدأ المشروع في استقبال التبرُّعات والمُساهمات المالية والعينية من أبناء الشعب السوداني داخل وخارج السودان والقنوات الفضائية السودانية التي أمدتنا بالإعلانات دون دفع القيمة، وكانت قناة أنغام الفضائية من أوائل الفضائيات المُساهمة في المشروع، ثم جاءت بعد ذلك تبرُّعات البنوك والمصارف السودانية التي ساهمت وتبرّعت، بعد أن علمت أنّ ليلى محمد علي زوجة النائب الأول للرئيس المخلوع آنذاك بكري حسن صالح، أنها تترأس إدارة منظمة بت البلد الخيرية القائمة بمشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجّان، وبدأ ضخ الأموال في حسابات المشروع الذي أعقبه تبرع أبناء الشعب السوداني عن طريق تحويل الرصيد في الأرقام المُخصّصة للمشروع .
عطاءات وتأهيل شركات
قامت إدارة مشروع المستشفى بعمل إعلان لتأهيل شركات، وذلك لتفادي الفساد المالي الذي يُصاحب المشاريع الخيرية في كثيرٍ من الأحيان، لا سيما وأنّ هذا المشروع معماريٌّ لمُشاركة المعماريين والمُختصين لرؤية ما إن كان هنالك خلل في تصميم المبنى وما شابه ذلك، وتم تشكيل لجنة خاصة بهذا العمل من المجلس القومي للبحوث من جامعة الخرطوم واستشاري وزارة الصحة لولاية الخرطوم والعديد من الجهات الحكومية الأخرى، وبمُوجب هذا العطاء تقدّمت الشركات بمُقترحاتها وتم فرزها، والشركات التي نالت الفوز عددها 9 شركات، أصبحت المُؤهّلة للقيام بالأعمال الإنشائية داخل مبنى المُستشفى ولا يَحق لشركات سواها للقيام بهذه الأعمال.
مُقارنة خارجية
وأضاف المتحدث قائلاً: إنه تمّت مُقارنة الخُرط الهندسية والمعمارية لمبنى المستشفى بالسودان مع نظيرتها بجمهورية مصر، وفي خلال 6 أشهر تمّت مُقارنة كاملة من حيث الأشياء المُمكن إضافتها أو تغييرها للمستشفى السوداني وبدأ العمل على ذلك .
تشكيل مجلس أمناء
أَكّدَ عبد العزيز في حديثه لـ”السوداني الدولية” أنّ المشروع قد كبر وتوسّع بمشاركة المشير عبد الرحمن سوار الذهب قبل وفاته بستة أشهر باجتماع مجلس إدارة مشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان (7979) ، وتم تأسيس مجلس أمناء مُكوّن من المشير عبد الرحمن سوار الذهب رحمة الله عليه، ومريم الصادق المهدي، وأشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال، ومدير عام بنك السلام، والوكيل العام لشركة سامسونج بالسودان، وتمثلت مهام هذا المجلس في استقطاب الدعم ووضع السياسات الخارجية وتسهيل حركة الاتصال، ومن هذا المنطلق تم الاتصال مع مدير بنك السودان المركزي آنذاك د. حازم رحمة الله عليه والذي كان يجتمع بالبنوك والمصارف كافة على رأس كل شهر لتقييم أدائها، وطلبنا منه استضافتنا في أحد اجتماعاتهم لعرض فكرة مشروعنا للمساهمة وهذا ما تم بالفعل .
توأمة وعلاقات
وأردف المُتحدِّث أنّ إدارة المشروع قامت بعمل علاقة توأمة مع مستشفى علاج سرطان الأطفال بالقاهرة عبر اصطحاب كل العاملين بالمشروع السوداني الى القاهرة لرؤية مبنى المستشفى بالقاهرة وطريقة إدارة العمل به سواء أكانت إدارة مكتبية أو إدارة تمريض أو إدارة فنية وغيرها من الإدارات العامة، وقُمنا بعمل زيارة للبرفيسور مأمون حمّيدة من وزارة الصحة ولاية الخرطوم لزيارة وزارة الصحة المصرية ومستشفى علاج سرطان الأطفال بالقاهرة وهذا بالفعل ما تم، وقمنا بعقد اتفاقية مع مستشفى علاج السرطان بالقاهرة تم بمُوجبها منحنا أكثر من 12 فرصة تدريب بالقاهرة .
بداية المشاكل
وقال عبد العزيز إن المشكلات كانت تكبر وتكثر كلما زادت الموارد المالية للمشروع وتغيّرت واختلفت الرؤى لدى أفراد إدارته، ومن المعروف في العمل على المستوى العام أن الإدارة المالية مسؤولة عن الجوانب المالية كافة بالمؤسسة ولا يتم أي إجراء مالي دون موافقة المدير المالي، إلا أنه عقب بداية ضخ الأموال في حسابات المشروع بدأ حينها الغش والتحايُل واستبعادي التام من ممارسة مهامي كمدير مالي للمشروع، وتولّت جمعية بت البلد الخيرية باستلام كل ما يتعلق بالإجراءات المالية الخاصة بالمشروع وأصبحت حينها (مديراً على ورق) منزوع الصلاحيات، ومنذ استلامي للإدارة المالية للمشروع وحتى لحظة مُغادرتي له لم يكن لي توقيع على الشيكات المصرفية الخاصة بالمشروع، كما أنني لا أمتلكها وكلها في حوزة جمعية بت البلد الخيرية.
كسر ودائع مليارية
كشف المُتحدِّث أنّ جمعية بت البلد الخيرية قامت بكسر وصرف ودائع مصرفية مليارية ضخمة، حيث لا تقل الوديعة الواحدة عن الـ(5 مليارات جنيه سوداني) دون علم الإدارة المالية للمشروع بهذا الإجراء، ولم يُعرف فيمَ صرفت هذه الأموال الطائلة؟ وأضاف أن القيمة الكلية لمبلغ الودائع قد بلغ (10.206.559) جنيهاً (عشرة مليارات ومائتين وستة وخمسمائة وتسعة وخمسين جنيهاً سودانياً)، وشراء عدد (2) عربة آكسنت .
زيارة الصين
واصل المتحدث قائلاً: إنه تم إرساله إلى دولة الصين مترأساً الوفد الهندسي المبعث لجلب المعدات الخاصة بمبنى المستشفى عامة لتجهيزه لاستقبال المعدات الطبية والتي كلفت مبلغ (3.500.000) دولار (ثلاثة مليارات ونصف دولار) منذ شرائها إلى شحنها وإيصالها الى المخازن في السودان.
أطماع خارجية
واستصحب هذا التقدم تفاقم العديد من المشكلات، وظهور أطماع خارجية المتمثلة في شركة (مرتضى معاذ) للإنشاءات والتي لم تتأهّل في مرحلة العطاءات وتم رفضها من قبل اللجنة المُكلّفة بالفرز، إلا أنّ جمعية بت البلد الخيرية قامت بعمل تعاقُدات غير قانونية معها للعلاقة الخاصة التي تربطها بالشركة .
شكاوى وبلاغات
تفاقمت المُشكلات وكثر الفساد بالمشروع، وكشف مديره المالي ما يجري من خلفه من احتيالٍ ممنهجٍ ومقصودٍ، فما كان منه إلا أن يتقدم بشكوى رسمية إلى المدير العام المشروع بتاريخ 17/1/2018م شملت كسر الودائع المصرفية والتعاقُدات غير القانونية الخاصة بالمقاولات، ونصت الشكوى على أنّ دفاتر الشيكات المصرفية الخاصة بالبنك السوداني الفرنسي وبنك التضامن الإسلامي وبنك فيصل الإسلامي غير موجودة بالإدارة المالية، ويتم التداوُل في الحسابات الخاصة بها بالشيكات بتوقيعات خارجية من جمعية بت البلد الخيرية، وليس للإدارة المالية فيها أيِّ توقيع أو سلطة رقابية فنية من ناحية إصدار الشيكات، حيث أن الإدارة المالية بصفتها الجهة الحاكمة للمال العام بهذا المشروع، وتناولت الشكوى كسر الودائع المصرفية الخاصة بالبنوك التي ذكرتها سابقاً، التي صُرفت من قبل الجمعية متمثلة في مجلس إدارتها وليس من خلال المكاتب الرسمية للمشروع ودون توضيح لأسباب كسر هذه الودائع المليارية الضخمة!
تعاقُدات باطلة
وتطرّق المدير المالي للمشروع في شكوته التي تقدم بها إلى التعاقُدات الحالية بخُصُوص المُنشآت الخاصة بمباني المستشفى والتي تمت مع شركة (مرتضى معاذ)، واصفاً إيّاها بالباطلة قانونياً لأنّها مُخالفة لقانون الشراء والتعاقد، كما أن إجراءاتها المالية التي اُتبعت في اختيار هذه الشركة باطلة قانونياً، مُضيفاً أن المريب في الأمر أن المكتب الإعلامي للمشروع يضم كبار الصحفيين من كُتّاب الأعمدة أحدهم حيدر أحمد خير الله ومحيي الدين شجر ولا أعلم لما صمت هؤلاء عن كل هذا الفساد؟!
كشف تبرُّعات البنوك المُستلمة
تقدم المدير المالي للمشروع بكافة المستندات المالية الخاصة بكشف التبرُّعات والمُساهمات المالية والعينية لمُحرِّرة صحيفة “السوداني الدولية” والتي تناولت بالتفاصيل الدقيقة أسماء المُؤسّسات والمَبالغ المالية والتبرُّعات العَينيّة التي سَاهمت بها المُستشفى في الفترة من سبتمبر 2015 وحتى سبتمبر 2017وجاءت على النحو التالي :
الرقم اسم البنك التبرع النقدي التبرع العيني مُلاحظات
1 البنك السوداني المركزي 3.000.000 عربة هايس موديل 2007
2 مصرف المزارع التجاري 500.000 عربة بوكس موديل 2011
3 بنك فيصل 1.000.000
4 بنك التضامُن 1.000.000
5 بنك الادّخار والتنمية 500.000
6 بنك الشمال الإسلامي 300.000
7 البنك الزراعي السوداني 750.000
8 بنك قطر الإسلامي 90.000
9 بنك الجزيرة السوداني 200.000
10 بنك أمدرمان الوطني 1.000.000
11 بنك النيل 300.000
12 البنك السوداني الفرنسي 300.000
13 البنك السعودي السوداني 25.000
14 البنك الإسلامي السوداني 50.000
15 بنك الثورة الحيوانية 300.000
16 مصرف الساحل والصحراء 500.000
17 البنك الأهلي المصري 200.000
18 بنك النيل الأزرق المشرق 500.000
19 البنك العقاري التجاري 200.000
20 بنك الأسرة 100.000
21 مصرف السلام 500.000
22 نقابة البنك الزراعي السوداني 700.000
23 بنك النيلين 50.000 لاندكروزر موديل92
خلافات وإقالات
وأكد المتحدث أن شركة (تي إي سي) للمقاولات كانت تعمل في التشطيبات النهائية للمبني، إلا أن جمعية بت البلد كانت تعمل بإصرار تام لإدخال شركة (مرتضى معاذ) على الرغم من عدم فوزها بالعطاء ومُطابقتها للشروط، وأصبحت مُشكلة كبيرة، وتصاعد الخلاف حتى أنّه تم بمُوجبه إقالة د. أحمد المنسق العام للمشروع من قبل جمعية بت البلد وتعيين لواء جيش كان مديراً لمكتب عدوي رئيس هيئة الأركان آنذاك، وزوجته كانت عضواً في جمعية بت البلد وعضواً في المكتب التنفيذي لمشروع المستشفى، وبعد تعيينه تم إدخال شركة (مرتضى معاذ) وإيقاف شركة (تي إي سي) للمقاولات عبر إرسال خطاب إيقاف وتم سحبها بعد عمل مُخالصة وفصل المهندسين المعماريين الذين تم تعيينهم منذ بداية المشروع، وبهذا تم اعتماد شركتهم عبر تعاقُدات خاصة بينهم وتُعد باطلة وغير قانونية على الرغم من رفض مأمون حمّيدة لها، إلا أنها جرت من خلف ظهره!!
مُراجعٌ قانونيٌّ
قال المدير المالي السابق لمشروع المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان (7979) عبد العزيز إبراهيم حسن محمد، إنّ العقد وُقِّع بين شركة (مرتضى معاذ) والجمعية لتكملة مباني المبنى وبداية العمل في مشروع المشرحة التي قام مأمون حمّيدة بمنحها قطعة أرض مُجاورة للمبنى بغرض التوسعة، يربط بينها وبين المستشفى جسرٌ طائرٌ لنقل المرضى وتفادي ازدحام الشارع، وكان حينها قد تبقى على انتهاء عقد عملي معهم أقل من أربعة أشهر، ولحماية نفسي وحماية المُنسِّق العام للمشروع من أيِّ مُسائلات قانونية، قُمت بإحضار مراجع قانوني عام لعمل ميزانية منذ بداية المشروع وحتى تاريخ إقالة المنسق العام 25/9/2017م، وقد أحضرته عبر عطاء نُشر عن طريق الصحف، وبعد الانتهاء من حصر الميزانية، قمت باستلامها من المراجع القانوني والاحتفاظ بها دون عرضها على إدارة الجمعية أو إعطائهم نسخةً منها.
تعاقد بمكتب مأمون
نفى المدير العام لمشروع المستشفى السوداني (7979) لعلاج سرطان الأطفال بالمَجّان اللواء ركن معاش الطاهر عبد الله محمد صالح ما صَرّحَ به المدير المالي السابق للمشروع عبد العزيز إبراهيم حسن محمد من اتّهاماتٍ فيما يتعلّق بالتجاوُزات المالية والإدارية التي تطرّق لها خلال حديثه لـ”السوداني الدولية”، حيث قال إنه لا توجد تجاوُزات مالية أو إدارية بالمشروع، واصفاً مديرها المال السابق بـ(المُختلس الكاذب) وشكوته التي تقدم بها فارغة لهذا لم نجبه عليها، مُضيفاً أنّ التعاقد الذي تم مع شركة (مرتضى معاذ) وجمعية بت البلد كان بعلم وزير الصحة بولاية الخرطوم السابق بحكومة البشير د. مأمون حميدة، وقد تم من داخل مكتبه بالوزارة، كما أن (مرتضى معاذ) يُعد جُزءاً من مجلس إدارة جمعية بت البلد وقد أصبح مُستشاراً هندسياً للمشروع بأمر من مأمون حمّيدة أصدره في اجتماع خاص وتم التعاقد معه كشركة، مُؤكِّداً أنّ جمعية بت البلد جمعية طوعية غير ملزمة بعمل عطاءات تُخضع للجنة فرز أو اختيار، وإن ما قامت به كان لمزيدٍ من الشفافية والعطاءات تُطرح على كل ما هو حكومي فقط.. وفيما يتعلّق بإنهاء التعاقد مع شركة (تي إي سي)، فقد تم بواسطة اللجنة الطبية والهندسية للمشروع، التي أثبتت أن هذا المبنى لا يصلح أن يكون مستشفىً بمواصفات عالمية لعلاج مرضى السرطان، وأنه مبنى آيل للسقوط، على الرغم من كل ما قامت به الجمعية من مُعالجات وإصلاحات، فهو مبنى مؤسس لـ(6) طوابق، إلا أن اللجنة الاستشارية الهندسية قالت إنه لن يتحمّل أكثر من أربعة طوابق، والإصلاحات كافة التي قامت بها شركة (تي إي سي) أصبحت عبئاً وحملاً زائد على المبنى وسوف تتم إزالتها، ولهذا السبب قام مأمون حمّيدة بنزع المستشفى من الجمعية ونزع ما خُصِّصَ لها من أرض للمشرحة ثم تعويضها بقطعة أرض تبلغ مساحتها (5000) متر، وجاء قرار نزع المستشفى والأرض بطلب منا كإدارة للمشروع.
صُناع القرار
وأضاف الطاهر قائلاً إن المدير العام لديه الصلاحيات كافة من صرف حسابات وكسر ودائع وعمل أيِّ شئ، وعبد العزيز كان مجرد مدير مالي تنفيذي ليست لديه علاقة بقرارات مجلس الإدارة ولا علاقة له بالمُشاركة في صنع القرار، فالقرارات مسؤوليتنا نحن كإدارة عامة ومجلس إدارة عليا وإدارة جمعية بت البلد وإن كان لا يعرف طبيعة عمله ومهامه فليأتنا لنخبره، وفيما يتعلق بالأموال التي جمعت من أبناء الشعب السوداني، فجميعها محجوزة لدى المفوضية وجميع حسابات أرصدتنا المالية مُجمّدة، مضيفاً أنه قد بلغت فاتورة الأغراض التي تم شراؤها من الصين (179) ألف دولار وليس (ثلاثة ملايين دولار) كما ذكرها، ولديه مديونية للشركة الصينية بلغت 10 آلاف دولار منذ العام 2017 قمنا بسدادها عنه عام 2018، وقد زادت قيمتها بزيادة الدولار حتى وصلت 320 ألف دولار وهذا خطأ إداري بدر منه، كما أنه تحدث عن حافز مالي وحافزنا له أننا (سفرناه للصين)، وأكد الطاهر أنه لا علم له لما قامت ليلى بإرسال ابنها ضمن الوفد المُبعث إلى الصين، فهو لم يكن موجوداً آنذاك.
مكاتب الإعلام
حَمَلت “السوداني الدولية” ما حصلت عليه من إفادات وتوجّهت بها لمكاتب المشروع بالقرب من مستشفى جعفر بن عوف، حيث التقت هناك بكل من الصحفي حيدر أحمد الله خير كاتب عمود (سلام يا وطن) بصحيفة “الجريدة”، والصحفي محيي الدين شجر، وتوجّهت بسؤالهما عما جاء من اتهامات، وعقب فراغهما من الجواب الذي كان بالنفي التام أخبرا محررة الصحيفة أن كل ما قالاه مجرد (ونسة) وليست للنشر، وتحفّظت الصحيفة عن إفاداتهما، إلا أن الصحفي حيدر أحمد خير الله قد كتب في عموده الصحفي الذي نشر بتاريخ 27 يناير 2020 تحت عنوان (الضغوط على نبيل أديب والدائرة الملعونة) خاتماً عاموده قائلاً (إن إنكار جمعية بت البلد للمستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال بالمجان 7979 يدخل في باب سوء وقبح النظام البائد، وينكر في ذات الوقت المساهمة الفاعلة التي قدمها أهل السودان حتى يخرج هذا الصرح العظيم لأرض الواقع، لكن نسوة الفسدة لم يكن إلا فاسدين فهم قد أنكروا المستشفى وأنكروا حتى من ظلوا يحرسون أموال الشعب السوداني بصرامة لا تعرف المجاملة، وبرغم ذلك استغلوا سلطتهم وأفسدوا عندما ابتعدوا عن الشفافية وأتوا بشركة استمرأت الفساد حتى الثمالة اسمها شركة مرتضى معاذ الاستشارية والوثائق ستتحدث وسلام يا….).
وعلق على حديثه المدير المالي السابق للمشروع أنه بدأ في شق طريق الهروب من المُساءلة القانونية أو لعلها صحوة ضمير..!
*السوداني الدولية الصادرة اليوم ٢٩ يناير ٢٠٢٠*