ايكوسودان وكالات
دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) شو دونيو اليوم إلى العمل على الاستعجال في تعزيز مبادرة الجدار الأخضر العظيم في أفريقيا، من أجل استصلاح الأراضي المتدهورة واستحداث فرص للعمل والتصدي لتغيّر المناخ.
وقد تحدّث المدير العام من خلال خطاب ألقاه بالوسائل الافتراضية أمام منتدى الاستثمار في الجدار الأخضر العظيم الذي عقد في إطار قمة “كوكب واحد” من أجل التنوع البيولوجي التي استضافها الرئيس الفرنسي Emanuel Macron. كما ألقى كلّ من أمير ويلز ورئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني خطابًا أمام القمة.
وأكّد شو دونيو على التزام المنظمة بمبادرة الجدار الأخضر العظيم، مشيرًا إلى أن منظمة الأمم المتحدة قد عملت مع المجتمعات المحلية في منطقة الساحل الأفريقي على نهج شامل بهدف استصلاح الأراضي من خلال توفير العلوم النباتية ومكننة الأساليب الزراعية التقليدية، لتحويل النظم الزراعية والغذائية والمناظر الطبيعية.
وأشار شو دونيو إلى أنه: “خلال السنوات الخمس الأخيرة، طبّقنا هذا النهج في أكثر من 400 مجتمع محلي، فساعدنا بالتالي على استصلاح أكثر من 50 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة لصالح مليون شخص تقريبًا.”
وإنّ مبادرة الجدار الأخضر العظيم، التي أقرّها الاتحاد الأفريقي في عام 2007، هي المبادرة الرئيسية في أفريقيا على صعيد مكافحة تغير المناخ والتصحر ومعالجة انعدام الأمن الغذائي والفقر، وهدفها استصلاح مائة مليون هكتار بحلول عام 2030. وقد اضطلعت المنظمة بدور رائد في تنفيذ مشاريع مرتبطة بالمبادرة.
وقال المدير العام إن للمنظمة حاليًا حافظة مشاريع بقيمة 238 مليون دولار أمريكي تدعم مباشرة الأركان الخمسة لمشروع التعجيل في تنفيذ الجدار الأخضر العظيم، وحافظة مشاريع إجمالية تفوق قيمتها 1.15 مليار دولار أمريكي تدعم البلدان المشاركة في الجدار الأخضر العظيم وعددها 11 بلدًا.
وتتضمن أنشطة المنظمة تقديم المساعدة الفنية في مجال استصلاح الأراضي المتدهورة عبر الساحل الأفريقي، من موريتانيا والسنغال في غرب القارة إلى جيبوتي وإريتريا في شرقها.
وقد أكد المدير العام على ضرورة زيادة التعاون بين المنظمات الدولية والسلطات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية من أجل تشجيع الابتكارات في السياسات العامة والتكنولوجيا ونماذج الأعمال التجارية الكفيلة بدعم المشاريع على الأرض.
وأشار شو دونيو إلى أن المنظمة تعمل مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لدعم مبادرة الجدار الأخضر العظيم، ملاحظًا أن هذه الجهود المتضافرة قد تكون بمثابة “مسعى رئيسي” لعقد العمل بشأن أهداف التنمية المستدامة وعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية 2021-2030، اللذين تقودهما منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وأضاف أن المنظمة ستقوم أيضًا باستخدام منصتها لمبادرة العمل يدًا بيد لتنفيذ مشاريع ذات صلة.
“وتشكّل مبادرة الجدار الأخضر العظيم فرصةً تاريخية لصون التنوع البيولوجي والتصدي لتغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي بصورة متزامنة” على حد قوله.
وأقرّ الرئيس Macron في خطابه الذي ألقاه أمام المنتدى، بإسهام المنظمة في المبادرة ودعا إلى تكثيف العمل لدعم المشاريع التي من شأنها أن تبني الأمن والاستقرار. واعتبر أمير ويلز أن مبادرة الجدار الأخضر العظيم قد تكون نموذجًا يحتذى به في المناطق الأخرى حول العالم مثل منطقة الأمازون، والحيْد المرجاني العظيم في أستراليا، والدول الجزرية الصغيرة النامية.
وأشار إبراهيم تياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، إلى أن الجدار الأخضر العظيم قادر على الإفضاء إلى سيناريو جديد للتنمية، في حين أشار Gilbert Houngbo رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، إلى أنه يمكن للقطاع الخاص أن يؤدي دورًا أكبر في توفير الاستثمارات والدراية الفنية.
وقام كل من Akinwumi Adesina، رئيس مصرف التنمية الأفريقي، و Moussa Faki Mahamat، رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، و Brian Moynihan، رئيس بنك أمريكا ومديره التنفيذي، و Yannick Glemarec، المدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ، و Abdoulaye Dia، الأمين التنفيذي للوكالة الأفريقية للجدار الأخضر العظيم، بإلقاء خطابات خلال هذا الحدث.
وتعتزم المنظمة من خلال مشاريعها تعبئة شبكتها من الخبراء المدربين العاملين على الأرض وتعزيزها، لدعم تنمية القدرات وإجراءات الاستصلاح. وبهدف مساعدة المزارعين والرعاة، تقدم المنظمة أيضًا معلومات رقمية في الوقت الحقيقي من خلال بوابة WaPOR الإلكترونية التي ترصد إنتاجية المياه، من خلال الوصول المفتوح إلى البيانات المستشعرة عن بعد.
وتشكل تعبئة الموارد عنصرًا أساسيًا لنجاح تنفيذ مبادرة الجدار الأخضر العظيم بحلول عام 2030. وتهدف المبادرة إلى استصلاح 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتوفير 10 ملايين فرصة عمل خضراء، واحتجاز 250 مليون طن من مكافئ الكربون.
المصدر الفاو