الجمعة , نوفمبر 22 2024
أخبار عاجلة

لماذا ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺀﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺼﺤﻮﺓ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﻌﺒﺪ ﺭﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻻﺧﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﻛﺎﻣﻞ ﻭﻣﻜﻤﻞ ﻳﻜﻔﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﺟﻤﻌﻴﻦ – ﻭﻫﺬﻩ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ – ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻮلت ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻧﻘﻼﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻣﺼﺮ ‏( ﻣﺮﺳﻲ ‏) وحكم الاخوان في تونس ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ‏( ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ‏) ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ وتونس ﻇﻬﺮﺕ ﺟﻠﻴﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻷﻥ ﺍﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻤﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ هذه المجتمعات ، وخاصة ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻖ ، ﺣﺘﻰ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﻤﺌﺰﻭﻥ كل ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ويعود ذلك بداية نشوء الفقه ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ، ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﻼﻑ هو ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ . ﺗﻌﺪﺩت ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﻛﻞ ﻟﻪ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ التي تريد إعادتها في عصرنا الحاضر ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﺘﺠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﺭﻱ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺍﺩﺕ ﺍﻟﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻗﻮﺍﻡ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺟﻤﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻛﺎﻓﻞ ﻟﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻬﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻻﺛﻨﻴﺘﻴﻦ ﻭﺳﺎﺩﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺑﺘﺨﻨﺪﻕ ﻛﻞ حركة ﻋﻠﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ – ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ – ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﺎﻧﻰ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﻻﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻭﺍﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻻﻣﺜﻞ ﺍﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﺟﻮﺍﺀ ﺍﻣﺎﻥ ﻭﺳﻼﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍلديانات ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺒﻦ
ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺘﻨﻮﻋﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﺍﺧﺮﻳﻴﻦ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻬﻢ ، ﻟﺬﻟﻚ الافضل للدﻭﻟﺔ التي تنشأ بعد الثورة ان ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ كل ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ الاسلامية ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻠﻖ ﺍﺭﺿﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ لتتبلوﺭ جنين الاﻣﺔ السوﺩﺍﻧﻴﺔ الموحدﺓ .
ﻓﺮﺽ ﺍﻱ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺍﻭﺍﻗﺼﺎﺀ ﺍﻱ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻭ ﺩﻳﻦ ﺣﺘﻤﺎ سيؤﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻭﻣﻮﺕ ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻭاﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﻒ وﻋﺪﻡ ﺍﻻﻣﺎﻥ ﻭيظل التخلف متلازم للدولتنا.
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺣﻘﺎ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ لارساء دعائم السلام ﻭالدﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍلعام ليستبب ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ.
ﺑﻘﻠﻢ ﺍﺩﻡ ﺑﺮﻛﺔ

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا

أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا