“كوكس” بمعية لوردان و بارونتان
الساحرة الزرقاء بصالة مطار الخرطوم!!
تقرير: ايكوسودان. نت الجميل الفاضل
وطئت أقدام الممرضة البريطانية المثيرة للجدل “البارونة كوكس” مطلع الأسبوع أرض مطار الخرطوم، في أول زيارة معلنة للعاصمة السودانية بعد طول قطيعة و إنقطاع إمتد لنحو ربع قرن بالتمام و الكمال.
حيث شهدت آخر زيارة شبه رسمية للناشطة الحقوقية البريطانية للخرطوم في العام (1993)، مواجهة ساخنة حول الأوضاع في السودان مع عراب النظام آنذاك الدكتور حسن الترابي.
و تأتي زيارة “كوكس” للبلاد هذه المرة في إطار وفد يترأسه اللورد جيمس دوت ريج من حزب المحافظين، يضم الي جانبها اللورد ديفيد دور من حزب العمال، و البارونة شار شيهان من الحزب الليبرالي الديمقراطي، و البارونة ليتز ماكيز عن حزب العمل.
و فيما أعلن البرلمان ترحيبه رسمياً بالزيارة، كشف متوكل التجاني نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني، أن زيارة مجموعة “كوكس” تجيء في إطار برنامج رتب له البرلمان تحت ديباجة “أحضر و أنظر”، مشيراً الي أن الزيارة ستتيح للوفد البرلماني البريطاني رفيع المستوي الوقوف علي الأوضاع بالسودان، و دارفور بصفة خاصة، منوهاً الي أن الوفد سيزور ولاية شمال دارفور، و معسكر “أبو شوك” للنازحين، فضلاً عن لقاءات يجريها بالخرطوم مع قيادتي الدولة و البرلمان.
و تضيف في ذات السياق حياة ادم رئيس اللجنة الفرعية الأوروبية أن وفد “كوكس” سيقف علي سير العمل في مشروعات تنفذها بعثة “يوناميد” بتمويل بريطاني يبلغ حوالي ستة ملايين جنيه إسترليني.
و كانت حملات حكومية منظمة قد رسمت في تسعينيات القرن الماضي صورة ذهنية عن “البارونة كوكس”، وضعتها في إطار “شيطان علي هيئة إمرأة” في وقت كانت تنشط فيه لإلحاق تهمة تجارة الرق بالسودان، من خلال إنتاجها و ترويجها لأفلام تصور أسواقاً وهمية لبيع الرقيق، آبان توليها رئاسة المنظمة الدولية للتضامن المسيحي.
فالبارونة كوكس ممرضة كرسّت حياتها للعمل الطوعي، متنقلة بنشاط ظاهر بين السودان و مناطق أخري في العالم مثل ناغورنو كارباخ، و بورما و غيرها من الأنحاء ، لتخلع عليها الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا لقب بارونة مدي الحياة.
بيد أن زياراتها السرية لمناطق النزاعات في جنوبي و غربي البلاد دفعت الحكومة السودانية في وقت سابق للإحتجاج رسمياً لدي المملكة علي أنشطة غير مشروعة تقوم بها البارونة ذائعة الصيت عبر البوابات الخلفية دون إذن السلطات.
و يبدو أن البارونة كوكس التي تجاوزت الآن الثمانين من العمر لا زالت تهتم بالسودان علي نحو ما، تؤكده زيارتها الحالية للبلاد، رغم ذهاب جنوب السودان مناط أهتمامها الأول الي حال سبيله بقيام دولته المستقلة في 2011.
فوكوكس علي أية حال لا تخفي إعجابها بشخصية الإنسان السوداني الذي تقول أنه يتمتع بخصائص نادرة منها الكرامة و الكبرياء و الشجاعة، إضافة لقدرته علي الإبتسام في أحلك الظروف، و مع شدة المعاناة و هولها.
و تحكي البارونة أنها قد عاشت قبل قيامها بأنشطتها الأخيرة التي صنفتها في خانة عداء الحكومة، بمنطقة “حمرة الوز” و مدينة “الأبيض” تقدم خدماتها كممرضة متطوعة، مشيرة الي أن أحد أبنائها قد عمل هو كذلك بمدينة الدمازين في برنامج لرعاية اللاجئين الأرتريين في ذلك الوقت.
يذكر أن البارونة “كوكس أوف كوينزبري” و لدت بلندن في 6 يوليو 1937، و أنها حصلت علي شهادة التمريض عام 1958، كما حصلت علي بكالوريوس العلوم الإجتماعية في جامعة لندن، و أضحت زميلاً في الكلية الملكية للتمريض، و الي ذلك منحتها الجامعة البولونية الدكتوراة الفخرية عام 1989، و منحتها جامعة بوتا دكتوراة فخرية أخري في العلوم الإنسانية، إضافة لدكتوراة فخرية من جامعة ييرفان بارمنييا، و دكتوراة فخرية من جامعة سري ببريطانيا، و دكتوراة فخرية من جامعة الملكة ببلفاست.
و عملت كوكس رئيساً لشعبة العلوم الإجتماعية في الكلية المهنية العليا في شمال لندن 74- 1977، ثم مديراً لوحدة أبحاث التمريض في جامعة لندن 77- 1984، و مديراً مناوباً لصندوق أبحاث التعليم 1980، و هي راعية لجامعة بورنموث، فضلاً عن تقلدها لمنصب نائب رئيس مجلس اللوردات البريطاني سابقاً.
إن عودة الساحرة الزرقاء التي ناصبت السودان في نهايات القرن الماضي عداءاً صارخاً لا هوادة فيه الي الخرطوم الآن، حدث يستحق الوقوف و الاهتمام، لنري بأي وجه ستعود هذه المرة، هل بوجه “ملائكة الرحمة” صفة منسوبي مهنتها الأولي، أم بذات وجه الشيطان الذي اقام الدنيا و لم يقعدها بإتهامات الرق و الإسترقاق.
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …