ثالثة الأثافي
د. عبد الماجد عبد القادر
عندما أعلن دكتور معتز موسى رئيس الوزراء أن عمليات الإصلاح ستبدأ بانتهاج مشروع الصدمة ذهب المحللون إلى تفسيرات عديدة لمعنى ومفهوم الصدمة بعضهم اعتقد انها صدمة دكتور الاقتصاد في جامعة شيكاغو ميلتون فريدمان والتي تقوم على فكرة صدمة الشعوب عبر خلق الكوارث مثلما فعل ريغان وتاتشر والرئيس الشيلى وذهب آخرون إلى أن الصدمة قد تكون زيادة في الأسعار وارتفاعاً لمعدلات التضخم ورفعاً للدعم من السلع المدعومة.
أنا شخصياً لا أدري بالضبط ما يقصده السيد رئيس الوزراء بالصدمة على أن الفكرة أعجبتنى (فكرة الصدمة نفسها) ولو قدر لي أن أنفذ هذه الصدمة أو أكون مشرفاً على تنفيذها أو أساعد في تنفيذها فإني كنت سوف أتخذ الإجراءات الآتية لتنفيذ صدمة (تمام التمام) يظل يذكرها السودانيون لأجيال عديدة، وهذه الصدمة (التمام) ستكون مدتها ثلاثة أعوام يعني من سبتمبر 2018 إلى سبتمبر 2021، وتتكون من الملامح الآساسية الآتية .
أولاً: صدمة أولى بإعلان تجميد نشاط جميع الأحزاب السياسية بالبلاد إخوان مسلمين على شيوعيين على اتحادي على حزب أمة على أي حزب آخر لمدة ثلاث سنوات وأطلب منهم فقط أن ينظموا أنفسهم وأن يراجعوا مفاهيمهم وأن يطبقوا الديمقراطية في أنفسهم ويطبقوا مفهوم الحكم الراشد في أحزابهم، والمعروف أن كل أحزاب السودان إما أنها قامت بسبب الاتحاد مع مصر أو العيش تحت التاج البريطاني، أو استيراد أفكار حركة الإخوان المصرية أو قامت على أساس معتقدات عنصرية وإثنية أو قبلية أو جهوية، وكل هذا نؤجله خلال الثلاثة أعوام بتاعة الصدمة بتاعتي.
ثانياً: سوف ينحصر نشاط الحكومة الصادمة بتاعتي في نشاطين هما أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف يعني بالعربي سوف ننتج الطعام ونهتم بالأمن بالدرجة الأولى يعني سوف نعمل على الإنتاج والإنتاج الزراعي بصفة خاصة، وسوف ننتج الكثير من الذرة والقمح والحبوب الزيتية والسلع الغذائية المحلية بحيث تنزل أسعار الغذاء بأقل ما يمكن ونؤمن الغذاء لكل الناس بل نوزع الغذاء مجاناً للأسر الفقيرة ولكل عاطل عن العمل.
أما الأمن فسيكون شغلنا الشاغل الأمن بالجيش والبوليس والدفاع الشعبي وحراسة الحدود من التهريب والتسريب واللجوء الخ .
ثالثاً: ستكون الصدمة الثالثة إصدار قرار يمنع استيراد أي سلعة بذخية او ترفيهية لمدة ثلاث سنوات خلال فترة الصدمة بتاعتي، وسوق نحظر استيراد العربات الصالون واللاندكروزرات وكل هذه المطايب ونحظر استيراد الفواكه والحلويات والألبان ونسمح فقط باستيراد البصات واللواري والجرارات الزراعية ومعدات الإنتاج ونبيع كل العربات الحكومية الصالون واللاندكروزر ونشتري بدلاً عنها جرارات زراعية وبكاسي.
رابعاً: سوف نوجه كل البنوك لتمويل الإنتاج والإنتاج فقط يعني ممنوع تمويل الهايسات والركشات والعربات والعقارات والثياب والعطور والشيبس والبيرة بدون كحول فقط الإنتاج والإنتاج الزراعي.
ممنوع تمويل بناء البيوت والمجمعات السكنية وممنوع تمويل صيوانات الأفراح والمنتجعات.
خامساً : أما الصدمة الخامسة والأخيرة فستكون دمج الولايات في بعضها وتحويلها إلى تسع ولايات فقط لا غير وعلى كل ولاية والٍ عسكري في الخدمة ليهتم بأمر الأمن ونائبه مختص في شؤون الزراعة والإنتاج الزراعي، هذه هي الصدمة التي أفهمها والتى يمكن أن نخرج بها من عنق الزجاجة وبالطبع يحتاج نجاح الصدمة المفترضة إلى تعاون المواطنين وتعهدهم بعدم تكوين حركات مسلحة أو حركات ما مسلحة أو حركات ساكت.
نحن أيها الإخوة بلد غني بموارده وبطاقاته وبأهله فقط تحتاج الموارد إلى تحريك ويحتاج الأهل إلى إرادة وتحريك طاقات كامنة.