ثالثة الاثافى
د. عبد الماجد عبد القادر
في الصالات يا عمك !!!؟!
فى الزمن الماضى كانت كل المناسبات يتم الاحتفال بها إما فى الشارع الكبير أو في حوش كبير… وكان كل المطلوب كمية من ” البروش” و”الأباريق” وحيث يتم تقديم وجبة العشاء على الطبيعة … ومن بعد ذلك تبدأ الحفلة …. وبرضو على الطبيعة … الشاعر ود الرضي شاهد أثر البنت التي كانت ترقص فى الحفلة ” وعلى الأرض مباشرة وهى حفيانة … فأنشأ قصيدته التي قال فيها “أقيس الفم بودعة وألقى الودع واسع”… وعندما سألوه كيف استطاع أن يصف فمها ولم يره أصلاً … قال إنه رأى أثر قدمها في التراب على البرش والتي كان أثرها على الأرض يشير إلى ساق ممتلئ… والسيقان الممتلئة يلزمها ظهر طويل وقوي يرقد عليه شعر كثيف والشعر الكثيف يشد الرأس والجبهة من الأمام … والجبهة المشدودة تشد معها الأنف والذي يؤثر على الفم فيشده الآخر إلى الأعلى ويجعله صغيراً مثل “الودعة “…
وبالطبع تغيرت الأحوال مع استعمال الأدوات الحضارية وحلت الأنوار الكاشفة والزينات الفاخرة محل “الكهارب” و”الرتاين” و”لمبات الحلب والفوانيس ” وحلت السجاجيد مكان البروش وحلت الكراسي مكان البنابر والصفايح واللدايات والأعواد”…. وتطورت الصيوانات بعد أن كانت بالقطعة ويتم استئجارها وتنصب أمام أو داخل المنازل تحولت الآن إلى صالات يذهب إليها الناس أو يتم تركيبها أمام المنازل أو في الميادين …
أها …. يا جماعة … في الخرطوم وحدها الآن تسعمائة وخمسون صالة .. للأفراح والليالي الملاح … والصالات تختلف عن بعضها في الحجم والخدمات والوجبات التي تقدمها … هناك صالات ” سيوبر” وصالات ” سيوبر ديلوكس” وصالات ممتازة وصالات سياحية … وصالات عادية.. والصالة يعتمد إيجارها في الليلة الواحدة (3 ساعات) على سعتها الاستيعابية فهناك صالات 500 شخص وصالات (2000) شخص وما بينهما … وتتراوح التكلفة لهذه الساعات الثلاث ما بين خمسة وثلاثين مليوناً وحتى مائة وخمسين مليوناً بالجنيه بالقديم …
وإذا افترضنا أن الصالة يمكن أن تعمل بمتوسط أربعة أيام في الأسبوع وعلى افتراض أن متوسط تكلفة الصالة أياً كان نوعها في حدود 50 مليون جنيه هذا يعني أن أجمالي صالات الخرطوم يكون عائدها 950×50=47,500,000 جنيه … “يعنى سبعة وأربعين ملياراً وخمسمائة مليون جنيه بالقديم في اليوم ” الواحد …. وعلى افتراض أن هذه الصالات سوف تشتغل” بس” عشرين يوماً في الشهر يكون العائد في الشهر هو 47,500,000×20=950,000,000 جنيه يعني في الشهر الواحد “بالميت” تسعمائة وخمسين مليار جنيه بالقديم … وبالتالى “وبالميت برضو” فإن العائد السنوي للصالات كلها في الخرطوم “براها” وعلى افتراض أنها لن تزيد علماً بأن كل زول عايز يستثمر في الصالات “بتاعة الأعراس” “والهشك بشك” سيكون 950,000,000×12شهر=11,400,000,000 جنيه ” يعنى حداشر ترليون وأربعمائة مليار جنيه بالقديم” …
وأعتقد أن على السيد مدير الضرائب أن يشوف شغلو ” وأعتقد أن ضريبة 25% ما كثيرة… وعلى القائمين بأمر الاقتصاد أن لا يسألوا أين تذهب السيولة ؟؟!! …إنها في الصالات يا عمك؟؟!!
شاهد أيضاً
نهر النيل تعلن عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا
أعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في …