“معالم من سوق نيالا ”
أواني منزلية أغلى من الذهب
ست الودع وحمد الريح أشهرها
نيالا : ايكوسودان. نت سلمى عبدالعزيز
ينجحن فيّ شد إنتباهك فور وُلوجك السوق الجنوبي ، نِساء يفترشن الأرض، يلتففن ببعضهن ، فهن كما قالت إحداهن ، يشددن عَضضهن ، احياناً قد تُجبرك الحياة على مُواجهتها ، وحدك ، بلا سند ، وهذا مايفعلنه ، يُقاومن تيارها المُندفع ، فهي يجب أنّ تمضي ، وهُن يجب أنّ يعملن لسد الأفواه التي تترقب قُدومهم نهاية كل يوم .
وجدتها تسرد لرفيقتها التي ظلت تُشاركها ذات المكان لقُرابة العشر سنوات تجهمها من زيادة ( الدولار) !،سألتها ماعلاقة هذه الأواني الذهبية بالدولار، فقالت ضاحكة : تُلقب هذه الأواني هُنا بـ(دهب نيالا) ـ وأضافت الخالة روضة أدم مرسال في حديثها لـ(سودان تايمز) : تأتي من ( الجنينة ) عن طريق تشاد ، ثم تُوزع على بقية أقاليم دارفور المختلفة ،وسعرها يزداد بإزدياد الدولار .
تقول الخالة روضة إنها بدأت العمل في هذه التجارة مُنذ قُرابة العشرون عاماً ، وقتها كانت مدينة نيالا هادئة قليلة الحركة ، مثلها و السوق ، على نقيض هذه الأيام تماماً ، وأضافت مسترسلة ، كانت البداية عندما تعرض زوجي لمضايقات في عمله أجبرته على تركه ، فلجأت إلى هذا المكان ، كُنت أقوم ببيع مُقتنيات المنزل ، لسد احتياجات أبنائي ، ومع مرور الأيام أعتدت عليه ، وأصبح عملي الراتب .
الخالة روضة من مواليد “كبوك”، ألا أنّها ولأكثر من (30) عاماً قضتها في نيالا وتحديداً بحي (الجير) ، شهدت فيها تطورات كثيرة ، تحول كل شي وبصورة وصفتها بالسريعة ،من حيث العمران وتقديم الخدمات ، وكذلك زيادة أسعار السلع ، سيما ( دهب نيالا ) ، وأضافت قديماً كُنا نشتري طقم (ست الودع) بـ(50) جنيه فقط ، والآن قفز سعره إلى (5) ألف ، وطقم الملبن بـ(100) جنيه وحالياً تُباع بقُرابة الـ(3) ألف .
وعن الشي الذي يمز هذه الأواني عن غيرها ، تقول الخالة روضة أن سعره يزداد كثيراُ في حالته بيعه لأنه مرغوب، الشي الذي جعل الأهالي يلقبونه بـ(الذهب)، وهُناك من يطلقون عليه ست الودع ، وأخرون (حمد الريح).
شاهد أيضاً
التشجير في شوارع مدينة بارا
مدينة بارا بشمال كردفان وهي المدن الجميلة في السودان تسحر زوارها التشجير الجميل في الشوارع …