ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
Related Articles
الخرطوم :
في شراكة جمعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومجمع اللغة العربية، احتفى بيت الشعر الخرطوم باليوم العالمي للغة العربية، اليوم الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠م، في فعالية أون لاين عبر تطبيق زووم، حيث شهدت الاحتفائية تقديم عدد من الأوراق العلمية التي أشرف على إعدادها وتقديمها مجمع اللغة العربية، إلى جانب مداخلات لعدد من المشاركين.
قدم فقرات القراءات الشعرية ضمن جلسات الاحتفاء الشاعر الإعلامي محمد الخير إكليل الذي تجلى وأبدع في تقديم الشعراء.
ابتدر القراءات الشاعر السر مطر حيث يقول في نصه المعنون بـ سِيرَةٌ لَمْ تَكْتَمِلْ بَعد:
“فأتَتْ وُفودُ العاشِقينَ لبَيْعَتِي
قُلتُ احفَظوا عنِّي فإنِّيَ رَاحِلُ
طِفلٌ مَشَى نَحو الإلَهِ بِطَيْشِهِ
يَدْرِي بِأنَّ المَهْدَ ظِلٌّ زَائِلُ
فاخْتارَ أرْصِفَةَ المَوَانِئِ والحُروفِ
ورَاحَ عَنْ مَعنَى الحَياةِ يُسَائِلُ
مِن طِفلَةٍ تَهَبُ الحَمامَ طَعَامَهَا
ولها شَرِيطٌ أحمرٌ وجَدائِلُ
لِحَبيبَةٍ نَبَتَتْ بِخَيْمَةِ قَلبِهَا
لِمُسافِرٍ رَثِّ الحَنينِ مَنازِلُ”
السر مطر تقول سيرته الموجزة: من مواليد ولاية الجزيرة، قرية ودمطر، تخرج في جامعة أم درمان الإسلامية، كلية الهندسة، قسم الهندسة الكهربائية. حاصل على عدة جوائز، منها المركز الأول في مسابقة جمعية اللغة العربية في دورتها الثانية، وجائزة بيت الشعر التشجيعية للشباب، شارك في العديد من الأمسيات الشعرية، والمهرجانات، له مخطوطات تحت الطبع منها رواية بعنوان (غراب لا يبحث في الأرض)، وديوان شعر (معارج لشرفة عذراء).
أما الشاعر عبدالقادر المكي المجذوب يقول في قصيدته ثقوب الدروب:
“مضوا وتعلقوا في الأفق يجترحون
للسارين حزن التمر والأضواء
وكنت أنا غريبًا مثل حلمك
كم سكرت من الكلام المرّ
ثمّ مشيت فيك على اللظى والماء
هنالك في طريق الجمر لا أعبأ
وبي صمت من الياقوت يشعل لي
بقايا الدرب يمسح دمعتي فانوسي المطفأ
وأقرأ في حوائط كوننا الغافي
عن الفارين من قهر المجاز هنا
ومن قرأوا خيوط الرمل وهي تشير
من وجع أيا مجذوب لا تقرأ
رأيت بنصف حلمٍ كم سكرنا يابلاد
من البلى وتوزعتنا الأرض منذورين
للدنيا.. قرابينًا لهذا القحط..”
عبدالقادر المكي المجذوب إلى جانب الشعر يعد كاتبًا وإعلاميًّا، حائز على جائزة عبدالرزاق عبدالواحد بباريس، وجائزة بنك الخليج للشعر العربي، وجائزة سحر القوافي لمؤسسة أروقة للثقافة والعلوم بالخرطوم، له مقالات بمجلات عربية وبعض مراكز البحوث، له ديوان شعر بعنوان (مرايا) صدر عام ٢٠١٩م، عن دائرة الثقافة بالشارقة.
في كلمتها قالت الشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر نائبة مدير بيت الشعر الخرطوم ستظل لغة الـ(ض) سامقة باهتمام أهلها والاحتفاء بها، ويظل الشعر حافظاً لها عبر إبداعات الشعراء، وأثنت ابتهال على الشراكة التي ظلت تجمع المؤسستين، خاصة في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، مشيدة بالدور الذي ظل يقوم به المجمع.
واحتفت ابتهال بمقاطع شعرية استجابة لمطلب الحاضرين على منصة الفعالية الافتراضية بقاعة ابن مالك بالمجمع،
وكان مما قرأت في قصيدتها ضوءُ الكلامِ تقول:
“لغةٌ مرائيها العُلا نجلاءُ
مرفوعةً لم يصلبوا عرَّابَها
لا السيفُ جرّبها ولا الإنباءُ
هي في غَيابات الظُّنونِ مُبِينةً
فَقِه اهتداءةَ جُبِّها البلغاءُ
لغتي دمي وعقيدتي وحقيقتي
رِيقي إذا ما هَدّني الإظماء
هي لو فرشتُ على المَدى سجّادتِي
ناداك من ديوانها استسقاء
عَرّافةُ المعنى و حِرْزُ بقائه
والبحرُ والتَّأوِيلُ والآلاءُ
أحْتالُ للأفكارِ عند بناتها
يُنجِبْنني وعلى يديّ لواءُ
و حملتُ لم أشفق أمانة أحرفي
وأبيتُ أن يَنْأى بها الشُّعراءُ”
اختتم الشاعر محمد الخير إكليل بقراءة قصيدته أغنيات الإياب، والتي يقول في مقطع منها:
“أهنِّيكَ للمرَّة العاشرة
وأفرشُ قلبي بمدِّ الأحاسيسِ
مرحَى بطلتكَ الآسرة
وألحانيَ العذبةُ المنتقاة
على صَهوة الإلفة الحاضرة
أناجيكَ يا سلوة الرُّوح
والمحتوى نشوة ظاهرة
وأمتدُّ في وارداتِ الحنين
وتنسابُني لحظة باهرة
وأهديكَ في الحين
باقاتِ وجدي
تحياتِ أماليَ الزاخرة
سعيدٌ فؤادي بهذا الإيابِ
أهنيكَ للمرة العاشرة”
الجدير بالذكر أن احتفالات مجامع اللغة العربية في العالم العربي خلت من المشاركات الشعرية، بحد وصف البروفيسور بكري محمد الحاج، رئيس مجمع السودان الذي أشاد بمشاركة الشعراء والتوأمة بين المجمع وبيت الشعر، وشهد الاحتفاء تقديم عدد من الأوراق العلمية، منها المجامع اللغوية العربية مسيرة عطاء، للدكتورة إزدهار عبدالرحمن الطيب، وأثر المجامع اللغوية في خدمة المصطلح العلمي لـ أ.د/ صلاح الدين عبود، ودور المجامع في التخطيط اللغوي، للبروف محمد داؤود محمد، وشرفت الجلسة الافتتاحية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسر انتصار صغيرون الزين، وأشاد رئيس المجمع بدور وجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، مثنيًا على دعمه لمجمع اللغة العربية السوداني.
