ايكوسودان نت التنمية مستقبلنا
مقالات مشابهة
د/ محمد صالح ادم عبدالله
بالطبع مشاكل السودان المختلفة والمزمنة والمتراكمة موجودة ما قبل كارثة الكورونا وبعضها حتى بعد حدوث هذه الكارثة لا يوجد اي أفق واضح لحلها، ولكن بعد كارثة الكورونا ليس السودان لوحده بل من المتوقع كل دول العالم ستواجه مشاكل اقتصادية كبيرة جدا حتى الدول العظمى والمصدرة للتكنولوجيا وغيرها من الصناعات. وواحدة من مشاكل النظام الرأسمالي مثلا الأمريكان والغرب اتجهوا للصناعة الرخيصة التكلفة في الصين، ولم يكن في الحسبان كارثة كورونا مثلا، حتى يقال انهم استنجدوا بالصين في تصنيع اجهزة تنفس بتكلفة عالية؟ مما دعى شركات تصنيع العربات مثل فورد وجي ام سي تتجه للتفكير في ادخال بعض الصناعات الطبية الضرورية لسد الحاجة وباسعار عالية جدا لانها أصلا متوقفة عن صناعة العربات.
وبالرغم من ان كل هم العالم الان يتجه نحو العبور إلى بر الأمان من هذه الجائحة والوقاية منها بالطرق المتاحة، ومحاولة الابحاث لتوفير علاج ناجع للمصابين …الخ. ولكن بالفعل بدأت تظهر بعض الآثار الاقتصادية المصاحبة السيئة في الكثير من القطاعات مثل كساد الطيران والسياحة وانخفاض أسعار النفط ومتوقع انهيار في سوق العقار وارتفاع أسعار المواد الغذائية لقلة الإنتاج وتسريح عدد من العاملين والموظفين وحركة البضائع …الخ، وسيكون الضرر اكبر على الدول الفقيرة مثل السودان وغيره، وهذه الآثار الضارة وغيرها صاحبت الكثير من الكوارث التي حدثت سابقا سواء كانت حروب او تفشي أمراض او كوارث طبيعية الخ، ومن المتوقع بعد انحسار هذا الوباء، ان يتغير تفكير الرأسمالية إلى النظر في تنويع الاستثمار والصناعة في قارات ودول أخرى مثل الدول الأفريقية (أتمنى ان يكون لنا نصيب منها) ودول امريكا اللاتينية، لكن حتى الان هنالك ضبابية في التعامل مع هذه الآثار، وليس هنالك اية برامج واضحة طرحت من قبل الحكومات او المنظمات او غيرها …الخ، لان العالم الأول الذي يفكر بالنيابة عنا دايما في حلحلة مشاكلنا مشغول حاليا بهموم اكبر منا. وأخيرا هنالك توقعات بانخفاض عالمي في كمية المواد الغذائية بعد انجلاء جائحة الكورونا، وستكون هنالك زيادة في الطلب عليها، لذا كنت أتوقع ان تقوم الحكومة الانتقالية بالاستفادة من ذلك والتخطيط الجيد والمبكر له، خاصة وهي تمتلك الموارد الطبيعية والايدي العاملة، وان تهتم بالانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، مما يحقق الاكتفاء الذاتي والتصدير.
